2020.03.12 Siria, Aleppo parrocchia preghiera per l'Italia 2020.03.12 Siria, Aleppo parrocchia preghiera per l'Italia 

مقابلة مع كاهن رعية اللاتين في حلب الأب ابراهيم الصباغ

احتفل المسيحيون في مدينة حلب السورية، يوم السبت الفائت، بعيد انتقال السيدة العذراء وذلك من خلال تطواف وصلاة ما بين الأديان تم التأكيد خلالها على أن العذراء هي الإرث المشترك للمسيحيين والمسلمين الملتزمين معا في إعادة إعمار سورية.

لم يتمكن القصف ثم وباء كورونا المستجد من وضع العراقيل أمام تكريم السيدة العذراء في سورية ورغبة المؤمنين في المشاركة في الاحتفالات الدينية. فقد تجمّع مسيحيو مدينة حلب يوم السبت الفائت، الخامس عشر من آب أغسطس الجاري، في مختلف الكنائس للمشاركة في الاحتفالات الدينية لمناسبة عيد انتقال السيدة العذراء، وتخللتها القداديس والأناشيد، فضلا عن تطواف جال شوارع ثاني أكبر مدينة في سورية. وقد استعد المؤمنون لهذا العيد بواسطة فترة من الصلاة والصوم، على الرغم من الحرمان الذي يعانون منه بسبب تسع سنوات من الحرب وجائحة كوفيد 19 التي جاءت هذا العام لتزيد الطين بلة.

للمناسبة أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع الأب ابراهيم الصباغ، خادم رعية اللاتين في حلب الذي أكد أن تحقيق السلام في حلب والمناطق المجاورة سمح للعديد من المسيحيين بالمشاركة في الاحتفالات الدينية، لاسيما في الصلاة ما بين الأديان والتي شارك فيها مفتي حلب الأكبر وممثلون عن وزارة الشؤون الدينية. وقال: لدينا كنز مشترك ألا وهو مريم، لذا اجتمع المسيحيون والمسلمون معا من أجل تلاوة صلاة قصيرة ولكن عميقة، وابتهلوا من خلالها عطية السلام والوحدة من والدتهم السماوية.

واعتبر الكاهن السوري أن عيد انتقال العذراء يشكل مناسبة مهمة أيضا في إطار الجهود المبذولة من أجل إعادة تركيب الفسيفساء المسيحية المعقدة. وأضاف: إن هذا العيد محبوب جدا من قبل الجميع، يتبادل خلاله الناسُ التهاني، موضحا أن المؤمنين حافظوا على تقليد الصوم بدءا من الأول من آب أغسطس استعدادا لهذه المناسبة وقد فعلوا ذلك على الرغم من مشاكلهم ومعاناتهم.

وتحدث الأب الصباغ عن وجود بوادر أمل بالنسبة للجماعات المسيحية، التي تعاني منذ سنوات من نزيف هجرة الشباب، ناهيك عن العائلات التي هربت من الأعمال القتالية منذ العام 2011. وأوضح أن الكنيسة المحلية تسعى إلى استيعاب هذا الوضع من خلال إطلاقها العديد من البرامج الخيرية والإعانية. ثم قال: إننا نقف اليوم أمام تحد كبير؛ إما نكون أو لا نكون! وهذا سؤال يطرحه العديد من المسيحيين والقادة الدينيين، لكن القرار هو بيد الكنيسة نفسها التي ينبغي أن تقرر مصيرها. لذا اقتضت الضرورة أن تهتم الكنيسة بالاحتياجات المادية للناس كي تساهم في الحفاظ على هذا الوجود من خلال أعمال المحبة.

وقدّم بعدها لمحة عن أهم المشاريع الإعانية التي تعمل عليها الكنيسة، ومن بينها برامج للرعاية الصحية، ومنح قروض صغيرة والإسهام في إعادة بناء المنازل المهدمة، ما أفسح المجال أمام بقاء العديد من المسيحيين في أرضهم. وأضاف الصباغ: نحن موجودون هنا بقوة الروح القدس، ونريد البقاء والاستمرار في العيش هنا، وكنائسنا لن تتحوّل إلى متاحف. وأعرب أيضا عن سروره إزاء العدد الكبير من المعموديات والزيجات التي احتُفل بها هذا العام، مشيرا إلى أن المسيحيين يعملون على ترسيخ جذورهم في سورية.

في سياق حديثه عن فيروس كورونا المستجد قال خادم رعية اللاتين في حلب إن سورية تعاني من تدهور في الأوضاع الصحية منذ أسابيع إزاء ارتفاع أعداد المصابين والضحايا. وأوضح أن العديد من الكنائس أقفلت أبوابها خلال الأيام الماضية، فيما تسعى المؤسسات الصحية إلى التعامل مع هذه الجائحة والمواطنون يمرون بأوقات صعبة، لافتا إلى ارتفاع عدد الجنازات بشكل ملحوظ. ويضاف إلى كل هذه المشاكل غلاء المعيشة، وانعدام فرص العمل، وارتفاع أسعار الأدوية بثلاثة أضعاف، فضلا عن عدم توفر العديد منها في الأسواق. وأشار إلى أنه كثّف نشاطاته ككاهن، خصوصا في مجال الأعمال الخيرية.

فيما يتعلق بالاحتفال بعيد انتقال السيدة العذراء، في الخامس عشر من الجاري، قال الأب ابراهيم الصباغ إن أمما بأسرها كُرست للعذراء مريم خلال جائحة كوفيد 19، وأضاف أن الوضع مختلف في سورية إذ سبق أن اكتشف المواطنون مدى هشاشة حياة الإنسان، في إشارة إلى الحرب الدائرة في البلاد. ودعا الناس إلى رفع أعين القلب نحو السماء والنظر إلى الوعود التي تحققت من خلال انتقال السيدة العذراء وتمجيدها. في ختام حديثه لموقع فاتيكان نيوز الإلكتروني، أكد كاهن رعية اللاتين في حلب أن التضرع للعذراء مريم يملأ قلب المؤمنين بالعزاء، كما يجعلهم أكثر أمنا وطمأنينة.    

17 أغسطس 2020, 10:01