MYANMAR INTERNATIONAL PEACE DAY MYANMAR INTERNATIONAL PEACE DAY 

الكاردينال بو يدعو إلى إرساء أسس الوحدة والسلام في ميانمار من خلال الحوار

في وقت ما تزال تعاني فيه ميانمار من نتائج الحرب الأهلية رفع رئيس أساقفة يانغون الكاردينال تشارلز بو صوته ليدعو إلى إرساء أسس الوحدة والسلام في المجتمع من خلال الحوار والتفاوض، لا بواسطة العنف.

عشية انعقاد الدورة الرابعة لمؤتمر السلام والتي بدأت أعمالها هذا الأربعاء وستنتهي يوم الجمعة المقبل، أصدر الكاردينال بو بيانا  بعنوان "لا يوجد سبيل آخر سوى الحوار"، وأكد فيه أن الحرب ألحقت الضرر بالجميع، ولن يخرج أحد منتصراً، بيد أن الإنسانية كلها تنتصر من خلال السلام. ومن بين المشاركين في مؤتمر السلام السيدة أونغ سان سو كي، نوبل السلام، فضلا عن ممثلين عن القوات المسلحة ومختلف الجماعات العرقية، وترمي هذه المبادرة إلى وضع حد لصراع عرقي يعيشه البلد الآسيوي منذ عقود طويلة.

الكاردينال بو الذي يرأس أيضا اتحاد مجالس الأساقفة الآسيوية أكد في البيان أنه يرفع الصلوات إلى الله القدير سائلا إياه أن تتكلل أعمال المؤتمر بالنجاح، ولفت أيضا إلى أن الآباء المؤسسين لميانمار حلموا في أمة جديدة موحدة، تُقام على أنقاض الغزو الياباني والاستعمار، وناضلوا من أجل البناء على الاختلافات القائمة بين أبناء المجتمع الواحد، هكذا يُبصر النورَ شعب جديد وموحّد. وندد أيضا بعملية الاغتيال الوحشية التي ذهب ضيحتها أونغ سان في العام 1947، موضحا أن هذا الحدث أفضى إلى عقود من الانقسامات والصراعات والظلام بالنسبة لشعب ميانمار.

تابع رئيس أساقفة يانغون البالغ من العمر واحدا وسبعين عاما، وهو أيضا الرئيس المشارك للتجمع الدولي "أديان من أجل السلام"، تابع معربا عن أمله بأن يتمكن المشاركون في مؤتمر السلام الوطني من تغيير مسار البلاد المطبوع بالموت والآلام، وأكد أن ميانمار هي اليوم بأمس الحاجة إلى هذا التحوّل، خصوصا في وقت تواجه فيه أزمة صحية خطيرة نتيجة تفشي وباء كوفيد 19.

وذكّر في هذا السياق بالدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار، على الصعيد العالمي، والتي أطلقها الأمين العام للأمم المتحدة أنتونيو غيتيريس. وأكد نيافته أن فيروس كورونا المستجد يمكن التغلّب عليه فقط إذا كنا متّحدين. وأضاف: من خلال الوحدة نستطيع أن نعيد بناء أمتنا في أعقاب الأضرار الاجتماعية والاقتصادية والبيئية الناتجة عن هذه الجائحة.

هذا ثم أكد الكاردينال بو أنه لا يوجد بديل أمامنا اليوم سوى الحوار، هذا الحوار الذي ينبع من القلوب والأذهان المنفتحة ومن الشغف حيال الحقيقة التي من دونها ينهار المجتمع. وشدد على أن الحيوية تتأتى من معانقة الاختلافات. ولم يخلُ البيان من الدعوة إلى بناء دولة فدرالية، تتمتع بحكومة تمثيلية تُعنى بمواطنيها، كما شدد على أن درب ميانمار ينبغي أن تكون درب الديمقراطية. وحذر نيافته من مغبة اللجوء إلى الحلول العسكرية من أجل تسوية الاختلافات داعيا إلى التخلي عن الخيارات العسكرية لصالح التعاون والتحضّر والحكمة. وسطر أهمية أن يشمل الجيش كل المكونات العرقية في البلاد، بدون أي تمييز، على أن تخضع القوات المسلحة لسلطة رئيس يُنتخب ديمقراطيا ويكون خاضعا لمحاسبة الشعب.

ولفت نيافته إلى أن أهم سلاح بيد الديمقراطية هو المصالحة والعدالة ووجه كلمة شكر إلى جميع الأشخاص الملتزمين في المفاوضات والحوار المرتكز إلى الاحترام. وعبر أيضا عن قناعته بإمكانية تحقيق السلام، الذي يعني "النمو"، متمنيا أن يجد المشاركون في المؤتمر النظرة والشجاعةاللازمتين من أجل السير في درب السلام.

وكان الكاردينال بو قد أصدر رسالة، في وقت تستعد فيه البلاد لخوض الانتخابات السياسية في شهر تشرين الثاني نوفمبر المقبل، تمنى فيها أن يبصر النور بلد جديد يرتكز إلى الأمل والسلام والازدهار فيما يسير باتجاه الديمقراطية من خلال الانتخابات. حملت الوثيقة توقيع مختلف القادة الدينيين المنضوين تحت تجمع "ديانات من أجل السلام"، وتضمنت نداء وجهه القادة الدينيون في البلد الآسيوي إلى جميع الزعماء السياسيين طالبوا فيه بانتهاز الفرصة الذهبية التي تقدّمها الانتخابات السياسية المقبلة، كي يصغوا إلى بعضهم البعض ويتخذوا قرارات تصب في صالح الخير العام، وتساعد البلاد على تخطي الأزمات الصحية والبيئية والاجتماعية التي تمر بها.

ذكّرت الوثيقة بأن ميانمار تعاني من ثلاث أزمات عالمية: جائحة كوفيد، ثم الأزمة البيئية التي تعني البلاد مباشرة لكونها من بين الدول الخمس الأكثر تضررا بسبب التبدل المناخي، فضلا عن الصراعات المسلحة المستمرة بين المجموعات العرقية والحكومة المركزية والتي تدمي ميانمار منذ عقود ولم تساهم الأزمة الصحية الراهنة في وضع حد لها.

19 أغسطس 2020, 10:35