VENEZUELA-POVERTY/ VENEZUELA-POVERTY/ 

المطران مورونتا يتحدث لموقعنا عن الأوضاع الراهنة في فنزويلا في ظل تفشي وباء كورونا

في وقت تشهد فيه فنزويلا أوضاعا صعبة يعاني منها المهاجرون والأشخاص الضعفاء الذين هم بأمس الحاجة إلى مقومات الحياة الأساسية نظمت مختلف الكنائس وبالتعاون مع أتباع الديانات غير المسيحية صلاة مشتركة من أجل وضع حد لجائحة كوفيد 19 التي تعيق النشاطات الخيرية.

وقد سُجلت في البلد الأمريكي اللاتيني أكثر من أربعة آلاف إصابة بفيروس كورونا المستجد وما يزيد الطين بلة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية التي لم تشهد البلاد مثيلا لها، ويعاني منها الفنزويليون منذ سنوات طويلة. وتشير الإحصاءات إلى أن ربع عدد السكان يحتاجون إلى المساعدات الإنسانية من أجل البقاء على قيد الحياة، كما أن أكثر من تسعين بالمائة من العائلات تعاني من الفقر في وقت أُقفلت فيه الحدود مع الدول المجاورة في إطار الإجراءات المتبعة لاحتواء فيروس كورونا.

وقد شاركت في مبادرة يوم الصلاة بين الأديان الكنائس الكاثوليكية والإنجيلية والأنغليكانية بالإضافة إلى مجلس الكنائس التاريخية في كاراكاس والجالية اليهودية في البلد الأمريكي اللاتيني. مع العلم أن هذه الكنائس والجماعات ملتزمة في مد يد العون إلى المحتاجين باسم الأخوة الكونية، كما أكد المطران ماريو مورونتا، أسقف أبرشية سان كريستوبال ونائب مجلس أساقفة فنزويلا، في حديث لموقع فاتيكان نيوز الإلكتروني.

استهل الأسقف الفنزويلي حديثه متوقفا عند أهمية تطبيق تعاليم الكنيسة والتي تدعو إلى تعزيز العلاقات المسكونية والعلاقات بين الأديان. وأكد في هذا السياق أن جميع البشر هم أخوة في عائلة واحدة، وأن جميع المؤمنين يؤمنون بالله الواحد. ويعبرون عن ذلك من خلال الصلاة وبواسطة الأعمال الخيرية المفعمة بالتضامن والعدالة والهادفة إلى تعزيز التنمية المتكاملة في المجتمع. وهذا الأمر يتطلب تكاتف جهود الجميع.

في معرض حديثه عن الأوضاع الصعبة التي يعيشها الفنزويليون اليوم أكد المطران مورونتا أن الوضع خطير للغاية ويزداد سوءا يوما بعد يوم وسط تنامي الصعوبات والمشاكل الاجتماعية. وأشار بنوع خاص إلى الإقفال والحجر الصحي اللذين فرضتهما السلطات بسبب تفشي فيروس كورونا، وهذا الأمر يضع عراقيل كبيرة في وجه النشاطات الخيرية للكنيسة، وقد حال دون بلوغ الأشخاص والعائلات من أجل التخفيف من معاناتهم. وتحدث أيضا عن وجود اثني عشر ألف مواطن فنزويلي على الحدود لا يستطيعون العودة إلى بلادهم بسبب إقفال المعابر بقرار من الحكومتين الفنزويلية والكولومبية.

في رد على سؤال بشأن جهود مكافحة الوباء في أمريكا الجنوبية عموما وفنزويلا بنوع خاص، تحدث سيادته عن ثلاثة تحديات: أولا مساعدة الناس على إدراك مدى أهمية الاعتناء بالصحة الجسدية والروحية؛ ثانيا، إيلاء اهتمام خاص بأنماط الحياة الجديدة التي ستُتبع بعد اجتياز هذه المرحلة؛ أما التحدي الثالث والأخير فهو مطروح أمام الكنيسة المدعوة لتكون أقرب إلى الناس، وعلامةً للنور والرجاء. 

ختاما توقف المطران مورونتا عند خادم الله خوسيه هيرنانديز الذي سيُعلن طوباوياً، وقد تميزت سيرته بخدمة الفقراء. وقال إن هذا الرجل الذي كان يُلقب بطبيب الفقراء يحفّز الفنزويليين على أن يكونوا شهوداً للمحبة، تماما كما فعل هو، إذ كرس ذاته ليعيش حياة مسيحية مثالية ويكون شاهدا للإيمان.

26 يونيو 2020, 13:12