مخيم الزعتري للاجئين في الأردن مخيم الزعتري للاجئين في الأردن 

مساعدات الكنيسة إلى النازحين العراقيين في الأردن. مقابلة مع الكاهن ماريو كونيولي

في أعقاب مقابلته العامة مع المؤمنين يوم الأربعاء الفائت خاطب البابا فرنسيس المؤمنين الوافدين من العراق وقال لهم: أنا قريب منكم جميعًا يا سكان العراق. أنتم ميدان حرب، وتتألّمون بسبب حرب تتعرضون لها من كلتي الجهتين. أصلّي من أجلكم وأصلّي من أجل بلدكم الذي كان من المرتقب أن أزوره في هذا العام. أصلّي من أجلكم.

لمناسبة هذا النداء أجرى موقع فاتيكان نيوز مقابلة مع الكاهن الإيطالي ماريو كونيولي من جمعية Fidei donum أو "عطية الإيمان" والمتواجد في العاصمة الأردنية عمان حيث يخدم رعية القديس يوسف التابعة لبطريركية أورشليم للاتين والملتزم في تقديم الدعم للاجئين العراقيين الذين يعبرون الأردن هرباً من الحرب المستعرة في بلادهم. قال كونيولي إن الشعب العراقي هو شعب رائع ولا يستأهل أن يعيش في "ميدان حرب"، مشيرا إلى أن الأردن يعاني من تبعات الحرب العراقية، إذ قدّم الضيافة لأعداد كبيرة من النازحين العراقيين والسوريين.

وأضاف أن جمعيته تعمل بشكل رئيس مع اللاجئين العراقيين لافتا إلى أن تجاوب الأردن مع هذه الأزمة كان ممتازاً، إذ قدّمت المملكة الملجأ للأخوة الهاربين بسبب الصراع المسلح، لكن الوضع الطارئ لم ينته بعد، والعديد من هؤلاء النازحين يقيمون حالياً في أفقر أحياء العاصمة عمّان، ولكن ثمة من يعتني بهم، ويسعى إلى تلبية احتياجاتهم الطارئة وغير الطارئة.

هذا ثم أوضح الكاهن الإيطالي في حديثه لموقعنا الإلكتروني أن النازحين العراقيين يعتبرون الأردن بلد عبور، ففور وصولهم إلى عمان يقدمون طلبات للجوء إلى أستراليا أو كندا أو الولايات المتحدة الأمريكية. والعديد من العائلات تركت الأردن ما يفسح المجال أمام قدوم نازحين آخرين إلى المملكة، مع العلم أن تدفق اللاجئين لم يتوقف ولن يتوقف حتى يحل السلام والاستقرار في العراق الذي يفتقر اليوم إلى المستقبل.

ولفت كونيولي إلى أن الشرّ بات سيد الموقف في العراق، داعياً المؤمنين إلى الصلاة على نية هذا البلد. وأضاف يقول: "إننا سنبدأ زمن الصوم يوم الأربعاء من الأسبوع المقبل، مع أن المنطقة تعيش صوماً مستمراً، وهذا الأمر ينطبق أيضا على العائلات الأردنية التي تواجه صعوبات اقتصادية كبيرة. دعونا نصلي كي يفضي هذا الصوم إلى فصح القيامة بالنسبة للجميع".

ولم تخل كلمة الكاهن الإيطالي من الإشارة إلى الدعم الذي يقدمه مجلس أساقفة إيطاليا ما سمح بفتح مطعمين ومصنع للمعجنات والأجبان تعمل فيه نساء أردنيات، وكل هذه المبادرات ترمي إلى توفير العيش الكريم للأشخاص. ووجه كلمة شكر إلى عدد من المنظمات الدولية، لاسيما الفرنسية، التي لم تتقاعس عن مد يد المساعدة. وختم مشيرا إلى فتح مدرسة يتردد إليها أكثر من أربعمائة طفل وهكذا تريد أن تقول الكنيسة لهؤلاء الأشخاص إن الله لم يتخلى عنهم إطلاقا.

28 فبراير 2020, 11:42