مسيحيون في باكستان يحتفلون بعيد الشعانين مسيحيون في باكستان يحتفلون بعيد الشعانين 

مساعدة الكنيسة المتألمة تنظم مؤتمرا في باكستان للدفاع عن حقوق الأقليات

نظمت هيئة مساعدة الكنيسة المتألمة مؤتمراً في كاراتشي بباكستان شاءت أن توجّه الأنظار من خلاله على الانتهاكات وأعمال العنف التي تذهب ضحيتها الأقليات الدينية في البلد ذي الغالبية المسلمة، لاسيما الأقليات المسيحية والهندوسية، وشدد المؤتمرون على ضرورة الاستمرار في تسليط الضوء على الأوضاع الصعبة التي تعيشها هذه المكونات من المجتمع الباكستاني.

وأعلن المنظمون أن الهدف من هذا المؤتمر يتمثّل في استقطاب اهتمام نحو الظاهرة المأساوية للارتداد القسري إلى الإسلام والممارس بحقّ نساء شابات وفتيات مراهقات تنتمين إلى الأقليات الدينية، لاسيما الهندوسية والمسيحية. ومن بين المشاركين في الأعمال محامية كاثوليكية باكستانية تُدعى تبسّم يوسف التي أكدت في بيان أصدرته لمناسبة انعقاد المؤتمر أنه في كل عام تتعرض ألف فتاة للخطف والاغتصاب وتُرغمن على الارتداد إلى الإسلام وعقد قرانهن على المعتدين عليهن. وشهدت الأعمال أيضا مشاركة عدد من القادة الدينيين الباكستانيين من بينهم الكاردينال جوزيف كوتس بالإضافة إلى بعض القادة الدينيين المسلمين.
للمناسبة نشرت صحيفة أوسيرفاتوريه رومانو الفاتيكانية مقالاً سلطت فيه الضوء على هذا المؤتمر الذي يُنظم قبل ثلاثة أيام على الاحتفال بما يُعرف بـ"يوم الأقليات" في الحادي عشر من آب أغسطس الجاري، ولهذا السبب أراد المنظمون أن يتطرقوا إلى السبل الكفيلة بضمان حقوق الأقليات الدينية ومساعدتها على النمو والتقدّم. وتقول بهذا الصدد المحامية الكاثوليكية إن الشبان الباكستانيين الكاثوليك لا يحصلون على الفرص الملائمة في مجال التعليم، وهذا الأمر ينعكس سلباً على سعيهم إلى الحصول على عمل لائق. ولفتت الصحيفة الفتيكانية إلى أن السيدة يوسف قامت، بالتعاون مع الكاردينال كوتس وعدد من القادة الدينيين الآخرين، بصياغة قرارٍ من عشر نقاط يرمي إلى تعزيز حقوق الأقليات الدينية في باكستان ووقّع عليه المشاركون في مؤتمر كاراتشي.
وكتبت الأوسيرفاتوريه رومانو أن هذه الوثيقة تطالب على سبيل المثال برفع الحد الأدنى لسن الزواج إلى ثمانية عشر عاماً، فضلا عن اتخاذ إجراءات قانونية بحق الأشخاص المسؤولين عن خطف النساء والفتيات وإرغامهن على الارتداد إلى الإسلام، مع الإشارة إلى أن هذا الأمر مرفوض أيضا في الشرع الإسلامي. وأوضحت الصحيفة عينها أن الأقليات في باكستان تطالب بالحماية، وهي ترغب في الوقت نفسه بالإسهام في نمو البلاد، وتطالب بتعيين وزير في الحكومة المركزية، مع العلم أن هذا المنصب شاغر منذ اغتيال الوزير شهباز بهاتي في العام 2011. وفي هذا السياق أطلقت المحامية يوسف نداء إلى الجماعة الدولية، لاسيما الدول الغربية، داعية إياها لضم صوتها إلى صوت الأقليات في باكستان والمطالبة بتحقيق العدالة وتأمين الحقوق المشروعة. ووجهت كلمة شكر إلى هيئة مساعدة الكنيسة المتألمة على الدعم الذي تقدمه للأقليات الدينية في باكستان، كما أعربت عن امتنانها الكبير للبابا فرنسيس باسم جميع المسيحيين الباكستانيين على قربه منهم بواسطة الصلاة.
وبالتزامن مع انعقاد المؤتمر نشرت صحيفة أوسيرفاتوريه رومانو مقابلة أجرتها مع المحامي الباكستاني المسيحي سرداد مشتاق جيل، الناشط في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان، الذي أكد أن حياة الأقليات الدينية في البلد الآسيوي مطبوعة بالعنف والتمييز وانتهاك الحقوق الأساسية. واعتبر أن الحكومة المحلية مدعوة إلى التنبه لهذا الأمر واتخاذ الإجراءات اللازمة من أجل الدفاع عن المواطنين الباكستانيين غير المسلمين وتعزيز دولة القانون والعدالة والحرية. ولفت المحامي جيل في هذا السياق إلى أن أعمال العنف وانعدام التسامح حيال الأقليات ارتفعت في الآونة الأخيرة وثمة العديد من الأسر تعاني اليوم بسبب معتقداتها الدينية. وختم بالقول إن اليوم المكرس للأقليات، والمصادف السبت المقبل، يرمي إلى التذكير بأن المواطنين المسيحيين والهندوس وأتباع باقي الأقليات الدينية في باكستان ليسوا مواطنين من الفئة الثانية وبالتالي لا يمكن أن يتعرضوا للتمييز والاضطهاد في وقت يفلت فيه المذنبون من العقاب.

08 أغسطس 2019, 11:55