الكاردينال كاردوزو الكاردينال كاردوزو 

الكاردينال كاردوزو يندد بتفاقم الأوضاع الإنسانية في فنزويلا

"فنزويلا بلد فاشل بسبب نظام لا يتحمل مسؤولياته، ويبدو أنه انزلق نحو اللامبالاة وانعدام الاحترام تجاه الحياة البشرية" جاءت هذه الكلمات على لسان الكاردينال Baltazar Porras Cardozo، رئيس أساقفة ميريدا والمدبّر الرسولي على أبرشية كاراكاس، في مقابلة أجراها معه موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني تعليقا على آخر التطورات التي تشهدها بلاده لاسيما على الصعيد الإنساني والمعيشي.

شاء نيافته أن يسلط الضوء على الانقطاع الأخير في التيار الكهربائي على كامل التراب الوطني، مشيرا إلى عدم وجود أي مسببات تقنية وراء هذا الحادث الذي ترك ملايين الأشخاص قابعين في الظلام الحالك. وعبّر في هذا السياق عن تعاضده وقربه من جميع المواطنين الفنزويليين الذين يعانون جراء هذا الوضع الأليم، وذكر بأن الأبرشية التي يدير شؤونها تركت تغريدة على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي لدى انقطاع التيار الكهربائي يوم الاثنين الفائت عبرت فيها عن تضامنها مع المواطنين، لافتا إلى أنها المرة الرابعة على التوالي التي تنقطع فيه الكهرباء على كامل الأراضي الفنزويلية. وشدد في هذا السياق على ضرورة أن تتبنى الجهات المعنية الحلول الناجعة تفادياً لتكرار ما جرى وكي تضمن حصول جميع المواطنين الفنزويليين على الخدمات الأساسية التي تضمن استمرارهم وبقاءهم على قيد الحياة.
واعتبر الكاردينال كاردوزو أن ما جرى يوم الاثنين الفائت يعكس عدم كفاءة النظام الحاكم في كاراكاس، مشيرا أيضا إلى أنه على الرغم من عودة التيار الكهربائي على التراب الوطني ما يزال التقنين مستمرا في ميريدا وباقي المناطق الفنزويلية. وأوضح أن المواطنين اضطروا لتغيير نمط حياتهم كي تتأقلم مع النقص في جميع الخدمات الأساسية، مضيفا أن النظام يسعى إلى توفير التيار الكهربائي في العاصمة كاراكاس، وهو حريص على عدم انقطاعه لفترات طويلة، لكن الوضع مختلف في باقي المناطق حيث تنقطع الكهرباء لساعات وحتى لأيام.
وأكد نيافته أن النظام يعز السبب دوماً إلى هجمات تتعرض لها المنشآت الكهربائية من قبل من يسميهم بأعداء النظام، في وقت يتحدث فيه الخبراء الفنزويليون، ومنذ العام 2010، عن مشكلة انعدام أشغال الصيانة بالنسبة للشبكة الكهربائية بأسرها. وأشار إلى أن هذه المشكلة تلقي بثقلها على حياة المواطنين، نظرا لانعكاسها على قطاع النقل، بالإضافة إلى استحالة الحفاظ على المواد الغذائية في بلد استوائي حيث يُسجل ارتفاع كبير في درجات الحرارة في معظم المناطق الفنزويلية. وكل هذا يزيد من تفاقم الأزمة الرهيبة التي تجتازها البلاد حاليا، كما قال.
وتابع الكاردينال كاردوزو حديثه لموقعنا مؤكدا أن استمرار الأزمة في فنزويلا سيساهم في تفاقم الأزمة الإنسانية الخطيرة، لافتا في هذا السياق إلى عدم احترام حقوق الإنسان الأساسية ليس تجاه الأشخاص الضعفاء وحسب، الذين هم من أوائل ضحايا الأزمة، إنما حيال السكان أجمعين. وهذا أمر يدفع بالمزيد من المواطنين نحو النزوح والبحث عن حياة كريمة خارج البلاد.
في ختام حديثه لموقع فاتيكان نيوز الإلكتروني ذكّر نيافته بالنداء الذي أطلقه البابا فرنسيس بعد صلاة التبشير الملائكي ظهر الأحد الرابع عشر من تموز يوليو الجاري وقال فيه: أيها الإخوة والأخوات الأعزاء أرغب مرّة أخرى في أن أعبّر عن قربي من شعب فنزويلا الحبيب، الممتحن بسبب استمرار الأزمة. لنرفع صلاتنا إلى الرب لكي يُلهم وينير الأطراف المتورّطة، لكي تتمكّن من أن تصل في أسرع وقت إلى اتفاق يضع حدًّا لألم الأشخاص من أجل خير البلاد والمنطقة بأسرها.
هذا وكان موقع فاتيكان نيوز قد أجرى مقابلة الأسبوع الماضي مع رئيس مجلس أساقفة فنزويلا المطران خوسيه لويس أيالا الذي أعرب عن امتنان جميع الأساقفة الفنزويليين للبابا فرنسيس على التعبير المستمر عن قربه من بلادهم. وقدم صورة عن الأوضاع الراهنة في هذا البلد مشيرا إلى النقص الحاد في المواد الغذائية والأدوية، فضلا عن انقطاع المياه والتيار الكهربائي وتوقّف حركة النقل. وقال إن هذا هو الوضع الذي تعاني منه فنزويلا حيث يعيش زهاء ستة ملايين شخص في ظروف مأساوية، فيما أرغم أكثر من أربعة ملايين مواطن فنزويلي على ترك البلاد. وأشار إلى أهمية حدوث تغيير سياسي في فنزويلا، وإلا لن تشهد البلاد أي تبدّل اقتصادي أو اجتماعي، مشيرا إلى ضرورة السير في الاتجاه الذي يحدده الدستور وتنظيم انتخابات جديدة تكون مرفقة بسلسلة من الضمانات، مع إفساح المجال أمام مشاركة المواطنين الفنزويليين المقيمين في الخارج، وكل ذلك تحت إشراف الجماعة الدولية.
تجدر الإشارة هنا إلى أن الأساقفة الكاثوليك في فنزويلا، وفي ختام أعمال جمعيتهم العامة السنوية مطلع هذا الشهر، كانوا قد أطلقوا نداء دعوا فيه إلى تغيير النهج المتّبع مطالبين بخروج القادة الذين لا يتمتعون بأي صفة شرعية عن الساحة السياسية وبإجراء انتخابات سياسية في أسرع وقت ممكن كي يختار الناخبون الفنزويليون رئيساً جديداً لبلادهم التي تشهد مواجهة بين الرئيس نيكولاس مادورو وزعيم المعارضة خوان غوايدو.

25 يوليو 2019, 12:46