البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي  

كلمة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في افتتاح الرياضة الروحية للسينودس المقدس

ألقى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي كلمة صباح الأربعاء الخامس من حزيران يونيو 2019 في الصرح البطريركي في بكركي في افتتاح الرياضة الروحية للسينودس المقدس التي تستمر حتى السبت القادم.

وجه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي كلمة استهلها قائلا "يسعدني أن أرحِّب بكم في هذا الكرسي البطريركيّ، ومعًا نشكر الله على أنّه يجمعنا بعنايته في هذه الرّياضة السّنويّة التي نرجوها مثمرةً في حياة كلّ واحدٍ منّا. وإنّنا نحيّي إخواننا السّادة المطارنة الذين لم يتمكّنوا من المشاركة معنا، ولكنّهم يرافقوننا بصلواتهم ونحن نذكرهم من جهتنا في صلاتنا. نجتمع وفي القلب غصّةٌ على غياب المثلَّثَي الرّحمة: أبينا البطريرك الكردينال مار نصرالله بطرس صفير، وأخينا المطران رولان أبو جوده. وقد انتقلا إلى بيت الآب في غضون عشرة أيّام: المطران رولان في 2 أيّار، والبطريرك مار نصرالله بطرس في 12 منه. نصلّي الآن "الأبانا والسّلام" لراحة نفسيهما، ولكي يعوّض الله على كنيستنا برعاة صالحين". وحيّا البطريرك الماروني في كلمته مرشد الرياضة الأب جوزف بو رعد، المدبّر العام في الرّهبانيّة الأنطونيّة وشكره مسبقًا على مواعظ الرّياضة وما يتّصل بها، وثمّن الموضوع العام الذي اختاره لها "من صلاتهم تعرفونهم"، وأضاف غبطته يقول إن "الصّلاة الصّادرة من القلب، والنّابعة من كلام الله، والنّاضجة بالتأمّل، والظّاهرة في الأقوال والأفعال والمسلك، والبالغة ملء الاتّحاد بالله، إنّما تكوّن شخصيّة المؤمنين عامّة ورعاة الكنيسة خاصّة".

ونقلا عن الموقع الإلكتروني للبطريركية المارونية، قال البطريرك الراعي في كلمته "ندخل الرّياضة وقلوبنا قلقةٌ على الحالة المتردّية التي يعيشها لبنان وبلدان المنطقة، والتي لا توحي بالسّلام والاستقرار من ناحية السّياسات الدّوليّة والنّزاعات الإقليميّة والمحلّيّة. فعندنا في لبنان نزاعاتٌ سياسيّةٌ تتحوّل إلى مذهبيّةٍ تشوّه ثقافة الميثاق الوطنيّ والعيش المشترك وصيغة المشاركة المتوازنة في الحكم والإدارة. وإذا بهذه الرّوح السّياسيّة – المذهبيّة تتدخّل في أمور الإدارة والقضاء وأحكام المحاكم والجيش وقوى الأمن وسواها من الأجهزة الأمنيّة وفقًا لمصالحها، وتعمد إلى زعزعة الثّقة بها. ما يعني أنّ أهل الحكم، وبكل اسف، أنفسهم يهدمون المؤسّسات العامّة، ويقوِّضون أسس الدّولة القويّة ذات الهيبة، دولة القانون والعدالة. فلا يمكن الاستمرار في هذه الحالة على حساب الشّعب الذي يعاني من أزمةٍ إقتصاديّةٍ ومعيشيّةٍ واجتماعيّةٍ خانقة". أضاف البطريرك الماروني "أمّا في المنطقة الشّرق أوسطيّة، ففضلًا عن الحروب والنّزاعات الآخذة في هدمها وإضعافها وإفقارها وكسر قدراتها وتهجير شعوبها واستباحة أراضيها وجعلها مسرحًا للمنظّمات الإرهابيّة والحركات التّشدّديّة، هناك الخطر الأكبر الذي يقضي على هويّتها وحقوق مواطنيها، والمعروف بصفقة القرن السّياسيّة الإقليميّة والدّوليّة. وهي العمل على توطين الفلسطينيّين والنّازحين السّوريّين في البلدان التي تستضيفهم بإغراءات ماليّة تُدفع لسلطات هذه الدّول. وإذا بالأجواء النّفسيّة وإبراز المصالح تسعى إلى جعل التّوطين في أذهان النّاس أمرًا واقعًا أو قدرًا لا مفرّ منه. نقول كلّ هذه الأمور في مستهلّ رياضتنا الرّوحيّة لكي نكثر الصّلاة التي إذا صدرت من قلوبٍ مؤمنةٍ، نالت مبتغاها، كما وعد الرّبّ يسوع في الإنجيل أكثر من مرّة".

تابع البطريرك الماروني يقول: "وإذ تتزامن رياضتنا مع عيد الفطر السّعيد، فإنّا نهنّئ الإخوة المسلمين في لبنان والعالم العربيّ وفي العالم أجمع، راجين أن يكون العيد موسم خير وبركة وسلامٍ واستقرار. ولكن آلمتنا مأساة مقتل أربعة من عناصر الجيش وقوى الأمن الدّاخليّ في طرابلس، ليلة العيد، على يد مجرمٍ منتمٍ إلى "داعش". فإنّا نعزّي أهلهم والجيش اللّبنانيّ وقوى الأمن الدّاخليّ، راجين للشهداء إكليل المجد في السّماء وللجرحى الشّفاء العاجل". وفي ختام كلمته في افتتاح الرياضة السنوية للسينودس المقدس صباح اليوم الأربعاء في الصرح البطريركي في بكركي، قال البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي "إنّنا نضع تحت أنوار الرّوح القدس، وشفاعة أمّنا مريم العذراء، هذه الرّياضة الرّوحيّة ومواعظها، ملتمسين "انفتاح أذهاننا لنفهم الكتب" (راجع لو 45:24)، لمجد الله وخير نفوسنا".

05 يونيو 2019, 15:42