أساقفة نيكاراغوا أساقفة نيكاراغوا 

رسالة أساقفة نيكاراغوا إلى المؤمنين لمناسبة الاحتفال بعيد العمال

لمناسبة الاحتفال بعيد العمال يوم أمس الأربعاء شاء أساقفة نيكاراغوا أن يذكّروا بالمعاناة وأوضاع الظلم التي يعيشها البلد الأمريكي اللاتيني، وعبروا عن دعمهم الكامل للجهود التي يبذلها البابا فرنسيس والكرسي الرسولي لصالح الحوار بانتظار التوصل إلى تحوّل ديمقراطي حقيقي يرتكز إلى اتفاقات طويلة الأمد.

جاء الإعلان عن هذا الموقف في رسالة وجهها الأساقفة إلى المؤمنين في الأول من أيار مايو اليوم الذي يحتفل فيه العالم بعيد العمّال وسلطت الوثيقة الضوء على المشاكل التي يعاني منها أهالي نيكاراغوا مشيرة بنوع خاص إلى أوضاع المعتقلين السياسيين في سجون النظام، فضلا عن عدم احترام الحقوق الدستورية، وما يعاني منه اللاجئون وطالبي اللجوء، ناهيك عن مشاكل الفقر والبطالة وانعدام الأمن والاستيلاء غير المشروع على أراضي السكان الأصليين. لمناسبة عيد العمال وبعد أكثر من عام على بداية تظاهرات الاحتجاج والصراعات الاجتماعية والسياسية الخطيرة طالب الأساقفة بإحلال سلام دائم، وبناء دولة ديمقراطية تضمن حقوق المواطنين وكراماتهم. وذكر أصحاب السيادة في رسالتهم بأن ممارسة الحرية واحترام الكرامة البشرية يأتيان قبل شؤون الدولة التي لديها واجب خلقي وأدبي يتمثل في احترام هذه الحقوق والدفاع عنها، وهو أمر يعلو أي اتفاق اجتماعي. من هذا المنطلق شدد أساقفة نيكاراغوا الكاثوليك على ضرورة التخلي عن أعمال القمع والاضطهاد في المجتمع، ولفتوا إلى حق كل إنسان في ممارسة حقوقه وعيش حريته بشكل يتماشى مع دستور البلاد والمعاهدات الدولية مؤكدين أن حرية الشخص لا تقبل شروطا أو ذرائع بيروقراطية.
هذا ثم ذكّر أساقفة نيكاراغوا الكاثوليك في رسالتهم إلى المؤمنين بأن أجهزة الحكومة مدعوة إلى احترام الديمقراطية ومبدأ الفصل بين السلطات، وفيما يتعلق بالمنظومة الانتخابية، شدد الأساقفة على ضرورة إعادة النظر فيها كي تكون موضعاً للثقة وتضمن عملية انتخابية حيادية وغير منحازة تتم تحت إشراف وطني ودولي، مع التأكيد على أن الكلمة الأخيرة ينبغي أن تكون للشعب. ولم تخل الرسالة من الإشارة إلى ضرورة أن يكون القضاء مستقلاً ومحايداً، بعيداً عن المخططات والتوجهات السياسية والأيديولوجية لأنه بدون قضاء مستقل لا توجد حرية. وتوقف الأساقفة عند مسألة حرية التعبير وحرية الصحافة لأن هذا الأمر يشكل شرطاً أساسياً من أجل بناء الديمقراطية في نيكاراغوا، خصوصا إذا ما اعتبرنا أن كل الحريات الأخرى تضمحل وتزول إذا ما غابت حرية التعبير، كما جاء في الرسالة.
بعدها أكد الأساقفة أن أي اتفاق تسعى الأطراف الاجتماعية والسياسية إلى التوصل إليه ينبغي أن يرتكز إلى مبدأ العدالة ويكون مطبوعاً بحس خلقي، يسلط الضوء على معاناة الضحايا ويسعى إلى إماطة اللثام عن حقيقة الأمور، كي لا يفلت المذنبون من العقاب وتُصرف التعويضات للمتضررين وكي لا تتكرر الانتهاكات في المستقبل. وعبرت الرسالة في هذا السياق عن دعم مجلس الأساقفة لكل المبادرات الرامية إلى عقد حوار يرتكز إلى الإرادة الحسنة، مع الإشارة إلى الجهود الحثيثة التي يبذلها الكرسي الرسولي في هذا الاتجاه، لاسيما من خلال رسائل البابا فرنسيس وخطاباته، فضلا عن حضور السفير البابوي في ماناغوا كمرافق دولي لجلسات الحوار بين الحكومة والمعارضة. في ختام رسالتهم لمناسبة عيد العمال في الأول من أيار مايو حث أساقفة نيكاراغوا المؤمنين في البلد الأمريكي اللاتيني والمواطنين ذوي الإرادة الحسنة على العمل بلا كلل من أجل إحداث تغيير نوعي في المجتمع يرتكز إلى أسس السلام الدائم والعادل والمنسجم مع مصالح الجميع. وأكدت الرسالة ختاماً أن نيكاراغوا تحتاج إلى السلام كي لا تُفتح مجددا في المستقبل صفحة الآلام والموت والدمار.

02 مايو 2019, 11:32