بحث

الكاردينال رانجيث الكاردينال رانجيث 

مقابلة مع الكاردينال مالكولم رانجيث

بعد مرور شهر على الاعتداءات الإرهابية التي استهدفت المصلين المسيحيين في سريلانكا يوم عيد الفصح في الحادي والعشرين من أبريل نيسان الماضي أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع رئيس أساقفة العاصمة كولومبو الكاردينال Albert Malcom Ranjith Patabendige الذي أكد أن المسيحيين الذين قُتلوا في تلك الاعتداءات هم كالقديسين.

جاءت هذه المقابلة في وقت تُحيي فيه البلاد على وقع الصلوات والاحتفالات الدينية ذكرى الاعتداءات الأليمة التي أسفرت عن مقتل مائتين وثلاثة وخمسين شخصاً، وقد قررت جماعات المؤمنين أن تتذكر الضحايا مشددة في الوقت نفسه على أهمية الاتحاد معهم بالإيمان. الكاردينال رانجيث أكد أن المدراس الكاثوليكية تستعد لفتح أبوابها من جديد بعد أن كانت قد أقفلت بسبب المخاوف من وقوع هجمات جديدة، كما تم استئناف الاحتفالات الدينية والصلوات في الكنائس وسط تدابير أمنية مشددة، ورُفعت فيها الصلوات، في المقام الأول، على نية الأشخاص الذين فقدوا حياتهم في تلك الاعتداءات الإرهابية.
وأضاف نيافته أن المصلين الذين قضوا في الهجمات هم كالقديسين، وتساءل في الوقت نفسه لماذا تحوّل شبان آخرون إلى أدوات شيطانية إذ إنهم مستعدون لتفجير أنفسهم من أجل قتل الآخرين. وذكّر بأن هؤلاء كانوا يقاتلون في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية في سورية وبعد أن مُني التنظيم بالهزيمة في البلد العربي عادوا إلى ديارهم. وتابع رئيس أساقفة كولومبو قائلا إن هؤلاء الشبان وبعد عودتهم إلى سيرلانكا قرروا الانتحار، وأصبحوا بذلك أدوات لإبليس. وختم حديثه مشيرا إلى أن السلطات الأمنية، وبعد أن غضت النظر في الماضي عن النداءات الداعية إلى توخي الحذر، تسعى اليوم إلى رفع مستوى الإجراءات الأمنية، وأكد أيضا أن المؤمنين في سريلانكا يودون التعبير عن امتنانهم للبابا فرنسيس على الكلمات التي وجهها لهم والتضامن الذي أظهره تجاههم.
وكان البابا فرنسيس قد وجه رسالة إلى المؤمنين الكاثوليك في سريلانكا لأسبوعين خليا أكد فيها أنه على أثر الهجمات الوحشية التي استهدفت الجماعات المسيحية صباح عيد الفصح في كولومبو ومناطق أخرى من سريلانكا، يود التعبير مرة جديدة عن تضامنه العميق وصلواته المستمرة من أجل جميع الأشخاص الذين تعرضوا لهذه الجرائم البغيضة. وقال إنه بالاتحاد مع الأخوة والأخوات حول العالم يوكل الضحايا إلى الرحمة اللامتناهية لله، الآب السماوي. وكتب البابا في رسالته أيضا: مع أتباع جميع الديانات والرجال والنساء ذوي الإرادة الصالحة حول العالم، أعبّر عن الرعب إزاء هذه الإساءة الخطيرة لاسم الله القدوس، وأصلي على نية القلوب التي قسّاها الحقد، كي تستسلم لإرادة تحقيق السلام والمصالحة بين جميع أبنائه في فترة الألم الكبير هذه. تابع البابا رسالته إلى الشعب السريلانكي: إذ أدرك الجرح الذي تعرضت له الأمة بأسرها، أصلي على نية جميع السريلانكيين كي يترسخوا في العزم على تعزيز التناغم الاجتماعي والعدالة والسلام. في الختام كتب البابا أنه يوكل رئيس أساقفة كولومبو وأخوته الأساقفة وجميع الإكليروس والرهبان والمؤمنين العلمانيين إلى معانقة ملكة وشفيعة سريلانكا المُحبّة، ومنح الكل بركاته الرسولية كعلامة للصلابة والسلام في الرب القائم من الموت.

21 مايو 2019, 11:59