المطران جان كلود هولريتش المطران جان كلود هولريتش 

مقابلة مع المطران هولريتش بشأن الانتخابات التشريعية الأوروبية

على أثر الانتخابات البرلمانية الأوروبية التي نُظمت يوم الأحد الفائت أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع رئيس أساقفة اللوكسمبورغ ورئيس اتحاد المجالس الأسقفية الأوروبية المطران جان كلود هولريتش الذي علّق على نتائج العملية الانتخابية.

شدد سيادته على ضرورة أن نقوم بتحليل مفصّل بشأن نتائج الانتخابات التشريعية الأوروبية معتبرا أنه بدون نداءات البابا فرنسيس الداعية إلى توفير الضيافة، والمبادرات التي اتخذتها أبرشيات ورعايا عدة في هذا الاتجاه لكانت النتيجة أسوأ بكثير. وفي رد على سؤال بشأن عدم تحقيق التيارات الشعبوية النجاح المتوقّع في تلك الانتخابات والأسباب الكامنة وراء ذلك، قال سيادته إن الكاثوليك لم يشعروا بأنهم ممثلون على الصعيد السياسي الأوروبي، لافتا إلى أن قوانين كثيرة سنّها البرلمان الأوروبي لم يفهمها الناس ولم يقبلوا بها وهذا الأمر ينطبق على المواطنين الكاثوليك أيضا. وأضاف أن نسبة كبيرة من الناخبين ذهبوا إلى صناديق الاقتراع للتصويت لصالح تيارات سياسية نشأت حديثاً تعارض الطبقة النخبوية السياسية.
هذا ثم تساءل المطران هولريتش ما إذا كان الأوروبيون اليوم يصلون ومنفتحين على الله. وقال" هناك العديد من الأشخاص في أوروبا الذين يحملون السبحة الوردية، ويصلونها ربما، لكن يجب أن نعرف كيف هو قلب هؤلاء، هل هو منفتح فعلا على الله، وهل يعلمون أن الله قادر حقاً على تغيير حياتهم؟ بعدها ذكّر سيادته بأن البابا فرنسيس أكد أن القداسة ليست للأشخاص الكسولين مؤكدا أن المؤمن مدعو ليبذل جهداً كي يصل إلى القداسة، ونظرة القداسة هذه منفتحة على جميع الأشخاص. وأشار رئيس اتحاد مجالس أساقفة أوروبا إلى أن الكنيسة في القارة القديمة باتت كنيسة يقتصر نشاطها على ممارسة الطقوس، وتفتقر إلى الإيمان الحقيقي. وشدد في هذا السياق على ضرورة حصول ارتداد داخل الكنيسة الأوروبية كي تتمكن من الالتقاء بالله في الواقع الذي نعيشه اليوم، مؤكدا أن الله يخاطبنا لكننا لا نصغي إليه.
بعدها انتقل سيادته إلى الحديث عن أهمية الشهادة التي تقدمها الجماعة المسيحية في عالم اليوم، معتبرا أن المسيحيين لم يدركوا تماماً لغاية اليوم أنهم "كنيسة" مشيراً إلى أنه ينبغي ألا يكتفي المؤمنون بالإصغاء إلى ما يقوله الأسقف أو الكاهن واعتبر في هذا السياق أنه من الأهمية بمكان أن يغيّر المؤمنون الكاثوليك لغتهم وطريقة تصرفهم. وأكد أن الكنيسة يمكنها أن تكون إرسالية فعلاً إذا فهم كل مسيحي أهميته، وإذا أدرك أن الله يحب كل إنسان ولا يفرق بين شخص وآخر.
وفي ختام حديثه لموقعنا الإلكتروني عاد المطران هولريتش ليؤكد أن المسيحيين مدعوون إلى تغيير ذواتهم، مذكرا في هذا السياق بأن البابا فرنسيس وفي رسالته لمناسبة اليوم العالمي للمهاجر أراد التأكيد على هذا الأمر معتبرا أن مساعدة المهاجر واللاجئ وكل محتاج تحمل السعادة للشخص الذي يساعدهم ويتضامن معهم. واعتبر سيادته أن الجماعة المسيحية ينبغي أن تعيش هذا الفرح، المتأتي من مساعدة الآخر، وهذا الفرح ليس غريباً عن هذا العالم، بل إنه يعكس كوننا مسيحيين في مجتمع اليوم، عندما نشعر فعلا بالسعادة على الرغم من كل المشاكل المحيطة بنا.
وكان البابا فرنسيس قد أكد في رسالته أن التحدّي الذي تمثّله الهجرة المعاصرة يتمثل في أربعة أفعال: استضافة، وحماية، ومساندة، ودمج. وهي تعبّر عن رسالة الكنيسة تجاه جميع سكّان الضواحي الوجودية، الذين ينبغي استقبالهم وحمايتهم وتعزيزهم وإدماجهم. إذا وضعنا هذه الأفعال موضع التنفيذ، فسوف نساهم في بناء مدينة الله والإنسان، ونعزّز التنمية البشريّة المتكاملة لجميع الأشخاص ونساعد المجتمع الدولي على الاقتراب من أهداف التنمية المستدامة التي حدّدها لنفسه.

28 مايو 2019, 11:20