المطران جورجيو برتين المطران جورجيو برتين 

مقابلة مع المدبر الرسولي في جيبوتي والصومال المطران جورجيو برتين

أجرى موقع فاتيكان نيوز مقابلة مع المدبر الرسولي في جيبوتي والصومال المطران جورجيو برتين المتواجد في روما للمشاركة في أعمال الجمعية العامة الحادية والعشرين لهيئة كاريتاس الدولية.

سلط المدبر الرسولي في البلدين الأفريقيين الضوء على التزام هيئة كاريتاس الصومال لصالح آلاف اللاجئين الفارين من الحرب المستعرة في اليمن لافتا في الوقت نفسه إلى صمت المجتمع الدولي حيال ما يجري في الصومال التي تعاني من هجمات المجموعات الإسلامية المتطرفة فضلا عن آفة الجفاف. قال سيادته في هذا السياق إن العالم نسي الصومال، على ما يبدو، على الرغم من الاعتداءات المستمرة لحركة "الشباب" التي تُعتبر الفرع الصومالي لتنظيم القاعدة، الذي طُرد من العاصمة موقديشو في العام 2011، لكنه ما يزال متواجدا في مناطق ريفية شاسعة، ويبقى التهديد الأكبر المحدق بالسلام في هذا البلد.
وكانت العاصمة الصومالية قد شهدت انفجاراً يوم الأربعاء الفائت أسفر عن سقوط عشرة قتلى على الأقل. وما يزيد الطين بلة تدفق أعداد كبيرة من النازحين اليمنيين إلى الصومال الذين يجتازون خليج عدن معرّضين حياتهم للخطر، وكانت أصبحت مياه هذا الخليج مقبرة للعديد من هؤلاء على غرار البحر الأبيض المتوسط. ويحظى هؤلاء اللاجئون، الذين يفلحون في بلوغ السواحل الصومالية، بمساعدة الكنيسة المحلية.
المطران جورجيو برتين أكد أنه يتم الحديث عن الصومال عندما تقع تفجيرات أو هجمات إرهابية، أو عندما يقوم الأمريكيون بقصف مواقع المتمردين، أو عندما تعاني البلاد من الجفاف. وأوضح سيادته أنه قام بزيارة إلى كينيا لثلاثة أسابيع خلت، تفقد أثناءها أوضاع أكثر من مائتين وسبعين ألف لاجئ صومالي يقيمون حاليا في مخيّم داداب، كما زار أيضا المناطق الشمالية من الصومال التي تعاني من الجفاف، مع أن الأمطار تساقطت في المنطقة الأسبوع الفائت. وهذا الأمر لن يحول دون وقوع مجاعة في المنطقة.
وفي سياق حديثه عن الأوضاع الراهنة حاليا في الصومال قال المدبر الرسولي إن الأوضاع لم تتغيّر كثيراً خلال السنوات العشر الماضية مؤكدا أن المشكلة الأساسية تكمن في غياب الأمن خصوصا بالنسبة لمؤسسات الدولة التي تسعى إلى الولادة من جديد. وانعدام الأمن هذا ينطبق على المواطنين الأجانب، وعلى الصوماليين أنفسهم. ولفت في هذا السياق إلى وجود ما لا يقل عن مليون مهجّر داخل الصومال والسبب يعود إلى الجفاف من جهة وإلى انتشار المجموعات الإسلامية الراديكالية في بعض المناطق من جهة أخرى.
هذا ثم أكد سيادته أن العديد من الصوماليين، لاسيما الشبان، يغادرون بلادهم ولفت إلى المشاكل الاقتصادية وغياب الحريات الثقافية والدينية والفردية. وفيما يتعلق بأوضاع الكنيسة الكاثوليكية المحلية أشار المطران برتين إلى أن للكنيسة حضوراً محدوداً جداً في شمال البلاد وهذا ما يتجلى في المقام الأول من خلال المساعدات والمبادرات الإنسانية، لاسيما من خلال هيئة كاريتاس. وقال إن هذه الهيئة تسعى حاليا إلى مساعدة اللاجئين اليمنيين، لافتا إلى أن هذا البلد العربي ما يزال يشكل مسرحا لحرب أهلية دامية، وهذا ما يجري قبالة السواحل الصومالية، ما وراء خليج عدن. وفي سياق حديثه لموقعنا الإلكتروني عن الوضع في اليمن وصفه المدبر الرسولي بـ"الكارثي فعلا" مؤكداً أن اللاجئين اليمنيين يتواجدون أكان في الصومال أم في جيبوتي، وقد تم تبنّي سلسلة من المبادرات الإنسانية لصالح هؤلاء.
في ختام حديثه لموقع فاتيكان نيوز سئل المطران برتين ما إذا كان يوجد حوار بين الكنيسة المحلية والمسلمين وقال إن الحوار غائب على المستوى الرسمي لكنه موجود على المستوى الفردي لأنه من الأسهل أن يتلاقى الأشخاص البسطاء.

24 مايو 2019, 13:13