بحث

مسيحيون يصلون في كوالا لامبور مسيحيون يصلون في كوالا لامبور 

مقابلة مع رئيس أساقفة كوالا لامبور بماليزيا

أجرت وكالة الأنباء الكنسية فيديس مقابلة مع رئيس أساقفة كوالا لامبور بماليزيا المطران جوليان بينغ كيم بعد أيام قليلة على إعادة انتخابه على رأس الاتحاد المسيحي في ماليزيا لولاية جديدة خلال السنوات الثلاث المقبلة.

قال سيادته إنه بعد التحوّل السياسي الذي شهدته البلاد العام الماضي مع فوز المعارضة في الانتخابات، في أعقاب واحد وستين عاماً من حكم ما يُعرف بالمنظمة الوطنية الماليزية المتحدة، بات باستطاعة المسيحيين في هذا البلد الآسيوي أن يلعبوا دوراً جديداً في عملية بناء الأمة، وهم مدعوون بالتالي إلى مقاسمة نظرتهم للمستقبل مع الآخرين. وقال إنه بعد العقود الستة الماضية دخلت البلاد مرحلة جديدة مع تشكيل حكومة جديدة، وهذه المرحلة هي بمثابة فجر لرجاء متجدد. ولفت في هذا السياق إلى أن المواطنين المسيحيين مدعوون ليكونوا صوتاً يذكّر الحكومة باستمرار بالوعود التي قطعتها فيما يتعلق باحترام الحريات الدينية والالتزام لصالح حوار متواصل مع جميع القادة الدينيين وحماية مصالح المدارس المسيحية التي تبقى عنصراً أساسيا من أجل تربية الأجيال الجديدة ومن أجل بناء الأمة.
هذا ثم أشار رئيس أساقفة كوالا لامبور إلى أنه يتعيّن على المسيحيين في ماليزيا أن يذكّروا القادة السياسيين بأنهم مدعوون للعمل من أجل مكونات المجتمع الماليزي بأسره، هذا المجتمع المتعدد الأعراق والثقافات والديانات، بغية الإسهام في تعزيز الاحترام المتبادل والإرادة الحسنة لكل الجماعات. وأكد المطران جوليان بينغ كيم أيضا أن المسيحيين الماليزيين مدعوون إلى فتح الباب أمام الحوار مع المسلمين والعمل على هدم الجدران التي تفرّق بين أتباع الديانتين، ليكونوا بناةً للجسور وصانعي سلام. بعدها ذكّر سيادته بالكلمة التي وجّهها البابا فرنسيس إلى أعضاء الكونغرس الأمريكي خلال زيارته إلى الولايات المتحدة في الرابع والعشرين من أيلول سبتمبر 2015 عندما شدد على أن بناء الأمة يتطلب منا الإقرار بضرورة التفاعل مع الآخرين باستمرار، ونبذ ذهنية العدائية كي يتم تبني مبدأ المساعدة المتبادلة.
هذا وتذكّر وكالة فيديس الكاثوليكية للأنباء بأنه استنادا إلى المعطيات الرسمية يشكل المسيحيون في ماليزيا نسبة تسعة فاصلة اثنين بالمائة من مجموع عدد السكان، وينتمي نصف هؤلاء إلى الكنيسة الكاثوليكية مع أن الدولة الفدرالية لا تميّز في إحصاءاتها بين طائفة مسيحية وأخرى. النسبة الأكبر من الكاثوليك الماليزيين تنتمي إلى إتنية Orang Asli وتستخدم لغة مشتركة هي Bahasa Malayu في الصلوات والعبادات، وتقيم في الجزء الشرقي من البلاد، لاسيما في جزيرة بورنيو. ويشكل الكاثوليك أكبر ديانة منظمة غير مسلمة، ولهذا السبب بالذات هم عرضة للمراقبة والضغوط الاجتماعية.

15 مايو 2019, 12:02