بطريرك الإسكندرية وسائر الكرازة المرقسية للأقباط الكاثوليك غبطة البطريرك إبراهيم اسحق بطريرك الإسكندرية وسائر الكرازة المرقسية للأقباط الكاثوليك غبطة البطريرك إبراهيم اسحق 

رسالة غبطة البطريرك إبراهيم اسحق لمناسبة القيامة المجيدة

في رسالته لمناسبة عيد القيامة وجه بطريرك الأقباط الكاثوليك غبطة البطريرك إبراهيم اسحق رسالة تأمَّل فيها في القيامة ومعانيها، وذلك انطلاقا من عبارة القديس بولس الرسول "استيقظ أيها النائم وقم من بين الأموات فيضئ لك المسيح".

"استيقظ أيها النائم وقم من بين الأموات فيضئ لك المسيح" (أف 5، 14)، كانت هذه الكلمات من رسالة القديس بولس إلى أهل أفسس محور رسالة القيامة المجيدة لبطريرك الإسكندرية وسائر الكرازة المرقسية للأقباط الكاثوليك غبطة البطريرك إبراهيم اسحق. وبدأ غبطته الرسالة، التي نشرها موقع الكنيسة الكاثوليكية في مصر، متحدثا عن الموت، فقال: "لعل أكثر ما يكرهه الإنسان هو الموت وأبلغ رجاء في أعماقه هو الخلود، لذا فإن القيامة هي رجاء الانسان في كل العصور". ثم ذكّر بتأكيد الكتاب المقدس بعهديه على حقيقة قيامة الأموات، وتابع: "وجاء السيد المسيح فأقام الموتى إلى الحياة، وأقام ابن أرملة نايين (لو7: 11) وأقام لعازر بعد موته بأربعة أيام (يو11: 1) وتوّج حياته ومعجزاته وموته بقيامته المجيدة الّتي صارت دعامة الإيمان المسيحيّ ونقطة انطلاق الانجيل". وأضاف غبطته أن التحدي الحقيقي هو في انعكاس قيامة المسيح على حياتنا.

ثم أراد غبطة البطريرك إبراهيم اسحق التأمل في كلمات القديس بولس فتوقف أولا عند عبارة "استيقظ أيها النائم"، وأشار إلى أن المقصود هنا هو النوم الذهني والروحي، نوم الغفلة. ثم تساءل من ماذا نستيقظ؟ وواصل مجيبا: "من نوم الكسل، من الكراهية والتعصب، من نوم الإدمان بكل أنواعه، من كل أعمال الظلمة، من النوم في الأوهام والأطماع، فليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، فهو يحتاج إلى ما هو أعظم وأكبر من إشباع الغرائز، ففي كيانه عطش إلى الله وجوع إلى المحبة والحنان وإلى السمو والترقي، وهذا كله يحتاج إلى يقظة روحية، إلى نور المسيح الحي القائم وتعاليمه". وعن الاستيقاظ قال البطريرك ابراهيم اسحق: "هو أول فعل علينا أن نقوم به إن أردنا أن نحب الحرية والسلام والفرح، في زمن يعم فيه الغم والخوف والصراع الداخلي والخارجي". وأضاف أن الاستيقاظ هو أيضا "الاستعداد لقبول تعلم طرق جديدة للعيش وأن نكون واعيين لما نقوله وما نفعله وما نفكر فيه فنعي طريقة تصرفنا".

أما عن الجزء الثاني من عبارة القديس بولس الرسول "قم من بين الأموات فيضئ لك المسيح" فقال بطريرك الأقباط الكاثوليك: "هذه دعوة إلى الحياة ليست فقط بعد الموت بل دعوة إلى أن نقوم مع المسيح هنا والآن، كما إنها دعوة أن نقيّم حياتنا على ضوء إيماننا بقيامة المسيح، لأننا نكرر ونقول إننا متنا وقمنا مع المسيح، ولكننا مازلنا لا نطلب ما هو فوق ولا نهتم بما هو فوق، غارقين في يأسنا واحباطنا عائشين للعالم خاضعين لمبدأ الأنانية والنفعية وحب الظهور، وليس بمبدأ المسيح الذي هو المحبة الباذلة العاملة والمجانية. قام المسيح قاهرا سلطان الموت وأضاء لنا معنى الحياة ومعنى الموت ومعنى القيام". ثم توقف غبطته عند ثمار قيامة المسيح الحقيقية في حياتنا، فقال: "ينقلنا الإيمان بالقيامة من حب الشريعة إلى شريعة المحبة، ولتحقيق هذه الثمرة ثمن غالٍ على كافة المستويات، فهي جهاد روحي طويل يتطلب تضحيات كبيرة وإعادة ترتيبات للأولويات في حياتنا. إن ثمار القيامة هي فرح روحي وقوة حياة نعيشها في سلام القلب والثبات في الرب، تمنحنا شجاعة الشهادة للمسيح ومواجهة الضيقات والصعوبات". كما ووصف غبطته القيامة بنور يشع في القلوب وكلمة تعلن أن محبة الله أقوى من الموت.

وفي ختام رسالته لمناسبة عيد القيامة أكد غبطة البطريرك إبراهيم اسحق بطريرك الإسكندرية وسائر الكرازة المرقسية للأقباط الكاثوليك رفع الصلاة "متحدين مع قداسة البابا فرنسيس الذي يبذل كل جهد ليكون رسول المحبة والسلام زارعا الوحدة والحب والتضامن والاحترام، الرب يحفظ حياته ويمتعه بوافر الصحة والعافية". أكد أيضا الصلاة اليوم متحدين "مع سائر البطاركة والأساقفة وكل المؤمنين الذين يحتفلون بعيد القيامة المجيد، من أجل أن يعمّ السلام عالمنا المثقل بالآلام والأحزان". ثم أكد الصلاة من أجل جميع الشهداء ضحايا العنف والتطرف والجهل، كما وتحدث عن الصلاة من أجل مصر ورئيسها وجميع المسؤولين وجنود الوطن، وأيضا من أجل "بلادنا العربية التي تعاني الحروب، فقد آن الأوان للتفرغ لبناء الإنسان ومستقبله ولأجيالنا القادمة".

30 أبريل 2019, 17:32