تشييع أحد ضحايا الاعتداءات في سريلانكا تشييع أحد ضحايا الاعتداءات في سريلانكا 

مقابلة مع مدير وكالة آسيا نيوز بشأن اعتداءات سريلانكا الأخيرة

أجرى موقع فاتيكان نيوز مقابلة مع مدير وكالة آسيا نيوز الكاثوليكية للأنباء الكاهن برناردو شيرفيليرا الذي تحدث عن مشاعر الخوف السائدة في سريلانكا على أثر الاعتداءات الإرهابية يوم عيد الفصح والتي أسفرت عن مصرع ما لا يقل عن ثلاثمائة وعشرين شخصا.

أكد شيرفيليرا أن الإرهاب في العالم لم يتنه بعد، وما يزال يتغذى من الأصولية الدينية مشيرا إلى أن تنظيم داعش وبعد الهزيمة التي مُني بها في سورية والعراق بات يبحث عن أوكار له في القارة الآسيوية. جاءت كلمات مدير آسيا نيوز في وقت أشارت فيه مصادر مقربة من المحققين إلى أن الهجمات التي نُفذت يوم عيد الفصح واستهدفت عددا من الكنائس والفنادق في سريلانكا أتت رداً على المجزرة التي ارتُكبت بحق المصلين المسلمين في مسجدَي كرايست شورش بنيو زيلاندا في الخامس عشر من آذار مارس الفائت مسفرة عن مصرع خمسين شخصا. وهذا ما كشف عنه نائب وزير الدفاع السريلانكي في كلمة ألقاها أمام البرلمان يوم أمس الثلاثاء. هذا فيما أشارت وكالة يونيسيف إلى وجود خمسة وأربعين طفلا على الأقل من بين الضحايا.

الأب شيرفيليرا أكد في حديثه لموقعنا الإلكتروني أن المسيحيين في سريلانكا ما يزالون تحت وقع الصدمة ويشعرون بالخوف لأنهم يجهلون ما يمكن أن يحصل لهم في المستقبل خصوصا وأن الاعتداءات لم تكن متوقعة إطلاقا، وتم التقليل من المخاطر المحدقة بالبلاد. هذا ثم لفت إلى عناوين بعض الصحف التي تحدثت عن استئناف العمليات الإرهابية، وقال إن الإرهاب في الواقع لم يتوقف أبدا، مشيرا على سبيل المثال إلى العمليات الإرهابية التي وقعت في فرنسا وبلجيكا. وأكد أن هذا النوع من الإرهاب يتغذى من الأصولية الدينية فضلا عن قيام عدد من الدول الغربية ببيع الأسلحة إلى تلك المناطق من العالم. هذا

ثم لفت مدير وكالة آسيا نيوز إلى أن أحدا لم يتوقع حصول هجمات تحمل صبغة إسلامية في سريلانكا لاسيما وأن المسلمين في هذا البلد يشكلون نسبة تسعة بالمائة من مجموع عدد السكان. ورأى أن قدرة داعش، الذي تبنى العمليات الإرهابية، على تنظيم هجمات منسقة وفي مناطق مختلفة تُثبت ضلوع قوى أجنبية ومجموعات منظمة في تلك العمليات الدامية. وذكّر بأن عددا كبيرا من قادة تنظيم الدولة الإسلامية الذين هُزموا في سورية والعراق توجّهوا إلى البلدان الآسيوية، خصوصا الفيليبين وماليزيا وبروناي وإندونيسيا، وهم يبحثون عن أوكار ومقارّ جديدة لهم. وهذا ما يفعلونه أيضا في سريلانكا لاسيما وأن البلد يعاني من فجوات كبيرة.

لم تخل كلمات برناردو شيرفيليرا من الإشارة إلى العلاقات الطيبة القائمة بين الكاثوليك وأتباع باقي الديانات في سريلانكا مشيرا إلى أن وكالة آسيا نيوز سلطت الضوء في أكثر من مناسبة على التعاون القائم في هذا البلد بين الكاثوليك والبوذيين والمسلمين في مختلف المجالات، لاسيما في المبادرات البيئية والأعمال الخيرية. وأكد أن الهدف مما حصل يتمثل في القضاء على اللحمة والانصهار الوطني ورمي هذا البلد في أحضان القوى الإقليمية.     

24 أبريل 2019, 11:10