المدبر الرسولي لبطريركية القدس للاتين رئيس الأساقفة بييرباتيستا بيتسابالا المدبر الرسولي لبطريركية القدس للاتين رئيس الأساقفة بييرباتيستا بيتسابالا 

رسالة الصوم للمدبر الرسولي بييرباتيستا بيتسابالا

مواجهة صحارى حياتنا التي دخلها يسوع ليختبر تجاربنا، ومجابهة جفاف حياتنا وأنشطتنا، كان هذا محور رسالة الصوم للمدبر الرسولي لبطريركية القدس للاتين رئيس الأساقفة بييرباتيستا بيتسابالا.

زمن الصوم كزمن التأكيد على دخول يسوع صحارى حياتنا ليختبر تجاربنا وليضمنا الى موكب المشاركين ‏في سره الفصحي والمنتصرين على الخطيئة والموت. هذا ما تحدث عنه المدبر الرسولي لبطريركية القدس للاتين رئيس الأساقفة بيرباتيستا بيتسابالا في بداية رسالته لمناسبة زمن الصوم 2019 والتي نشرها الموقع الإلكتروني للبطريركية. وتابع متحدثا عن أننا وفي هذه الأوقات الصعبة للكنيسة والعالم، وبينما يتعرض ايماننا لامتحان عسير، نشعر برغبة قوية في النظر إلى الرب ‏لنجدد إيماننا بحضوره بيننا وبعمله الفعال. ثم توقف المدبر الرسولي عند ما أسماه بالتزام الزمن الأربعيني، والذي يقوم على تحدي الصحراء وعلى مجابهة جفاف حياتنا وأنشطتنا، بدون أن نستنجد بسراب المعجزات أو الحلول الوسط أو فقدان الأمل وأسوأ من ذلك ‏بالخطيئة. وبفضل هذا الالتزام نتشارك مع يسوع في الثقة بمحبة الآب وبجمال ملكوته. لنتأمل يسوع واقفًا في الصحراء، وهو يجابه التجربة والإحباط والجوع والتعب، ‏ويتكل على قوة الروح القدس الموعود لكل من يثق به ويسلم أمره لكلمة الله. ثم تحدث رئيس الأساقفة عن أننا وفي وقتنا الحاضر وفي كنيستنا وجماعتنا التي تمر بمعاناة كبيرة نستطيع الاحتفال بالفصح بحق إذا فتحنا حيزًا أكبر لسماع كلام الله، وإذا صمنا عن الأنانية والروح الفردية وقبلنا الفقير والمحتاج، ‏وإذا فرّغنا حياتنا من كل ضمانة مزيفة وانفتحنا على عطية الله وعلى نعمة المقاسمة سننعم بخصوبة الفصح والحياة الحقيقية النابعة من تقديم الذات. وواصل المدبر الرسولي دعوته: ليحاول كل واحد منا أن يجد وقتا للإصغاء إلى كلام الله بشكل فردي أو جماعي. ليعُدِ المؤمنون الى الكنيسة حيث يصغون إلى كلام الله بدلًا من الإصغاء إلى أنفسهم. وليتقدموا بإيمان وتواضع من سر التوبة والمصالحة. لنرجع الى الصوم فنزهد في الأمور التي تملأ معدتنا دون أن تملأ قلبنا. ولنعد الى الإفخارستيا، ولا نعتبرها مجرد شعائر فارغة، بل مدرسة نتعلم فيها بذل الذات وقبول الحبّ والعطاء، ومنها نُشبع جوعنا إلى الحياة والسعادة. ولنحاول العطاء أكثر من التكديس، كما يذكّرنا دائمًا قداسة البابا، لأن سبب وجودنا وعملنا كمسيحيين ومكرَّسين ليس خدمة أنفسنا بل الآخرين، وخلاصهم الأبدي.

وفي ختام رسالة زمن الصوم طلب المدبر الرسولي لبطريركية القدس للاتين رئيس الأساقفة بييرباتيستا بيتسابالا من الروح القدس، الذي اقتاد يسوع ويقتادنا إلى صحراء العالم (لو ٤: ١)، أن يحوّل إيماننا إلى بستانٍ فصحيّ ويرافقنا ويهيّئنا لقبول الحياة الجديدة في المسيح. كما تحدث عن كون هذا الزمن مناسبا لتقييم ومراجعة ما تم إنجازه وما بقي عمله، داعيا الجميع إلى الصلاة من أجل كنيستنا ورعاتها والعاملين فيها، وتمنى مسيرة توبة مثمرة.

08 مارس 2019, 16:15