الطوباوي ماريانو مويرات إي سولديفيلا الطوباوي ماريانو مويرات إي سولديفيلا  

الاحتفال بتطويب خادم الله الإسباني ماريانو مويرات إي سولديفيلا

تمّ الاحتفال في رئاسة أبرشية تاراغونا بإسبانيا بتطويب خادم الله ماريانو موليرات إي سولديفيلا (1897 – 1936)

تم الاحتفال صباح اليوم السبت الثالث والعشرين من آذار مارس في كاتدرائية تاراغونا في إسبانيا بتطويب خادم الله العلماني والشهيد ماريانو مويرات إي سولديفيلا، بحضور ممثل قداسة البابا فرنسيس، عميد مجمع دعاوى القديسين الكاردينال أنجلو بيتشو الذي ألقى عظة للمناسبة استهلها من رسالة القديس بولس إلى أهل روما (8، 35): "فَمَنْ يفصلُنا عن محبَّةِ المسيح؟ وقال إن القديس بولس يؤكد أن لا شيء بوسعه أن يفصلنا "عن محبَّةِ اللهِ التي في المسيحِ يسوعَ ربِّنا" (8، 39). وأشار إلى أن بولس الرسول يذكّر بالرسالة حول محبة الله، وتوقّف مجددا عند كلماته في رسالته إلى أهل روما "الرجاءُ لا يخيِّبُ صاحبَه، لأنَّ محبَّةَ الله أُفيضت في قلوبنا" (روما 5، 5). وتابع عميد مجمع دعاوى القديسين عظته مشيرًا إلى أن الطوباوي ماريانو مويرات إي سولديفيلا قد اختبر خلال مسيرة حجه الأرضية، محبةَ المسيح، وثابر على هذه المحبة، بالرغم من المصاعب والشدائد والاضطهاد. وأضاف أن الطوباوي الجديد واصل بروح الإنجيل القيام برسالته كطبيب لصالح المعوزين. واهتمّ أيضا بالاعتناء الروحي بالمرضى، وساعد الفقراء.

توقّف عميد مجمع دعاوى القديسين في عظته عند كلمات يسوع في إنجيل القديس يوحنا (12، 25 – 26) "مَن أحبَّ حياتَهُ فقدَها ومَن رَغِبَ عنها في هذا العالم حفِظَها للحياةِ الأبدية". وقال الكاردينال أنجلو بيتشو إن الطوباوي ماريانو، ومنذ السنوات الأولى من حياته، أدركَ أن المحبة تكمن في عطاء الذات. وباتباع المعلّم الإلهي، عاش بالتزام دعوته المسيحية من خلال حياة غنية بالثمار، كعلماني كاثوليكي، وطالب نموذجي، وزوج وربِّ عائلة مثالي. وأشار عميد مجمع دعاوى القديسين إلى حياة مسيحية صادقة في عمله كطبيب وعمدة وصحافي، حياة منفتحة على احتياجات الإخوة. وتابع عظته مشيرًا إلى أنه خلال الاضطهاد الديني العنيف في البلاد في صيف عام 1936، كان الطوباوي ماريانو مدركًا أن حياته معرّضة للخطر، وقد تم توقيفه وسجنه وقتله، وكان في التاسعة والثلاثين من العمر. وسلط الكاردينال بيتشو الضوء في عظته على المحبة الكبيرة التي اظهرها الطوباوي الجديد وقال إنه ردَّ على العنف بالمغفرة، وعلى الكراهية بالمحبة التي لا تبالي بالسوء، وهي تعذر كل شيء، وتتحمَّل كل شيء (راجع 1 قورنتس 13، 5 – 7).

قال عميد مجمع دعاوى القديسين في عظته إن مثل الطوباوي ماريانو مويرات إي سولديفيلا هو لأبرشية تاراغونا ولشعب الله في إٍسبانيا، منارة قوية ودعوة ملحّة لعيش الإنجيل بشكل جذري وببساطة. وختم الكاردينال أنجلو بيتشو عظته بالقول يعلّمنا الطوباوي الجديد من خلال حياته أن السعادة الحقيقية هي في الإصغاء إلى الرب "طوبى لِمَن يسمَعُ كلمةَ اللهِ ويحفظُها" (لوقا 11، 28). ولذا، تابع قال عميد مجمع دعاوى القديسين، إن الخدمة الأثمن التي يمكن أن نقدّمها اليوم لإخوتنا هي مساعدتهم للقاء المسيح الذي هو "الطريق والحق والحياة" (يوحنا 14، 6). نسأل الرب أن ينال لنا مثال قداسة الطوباوي الجديد ثمارا وافرة لحياة مسيحية حقيقية: محبة تتغلب على الفتور، حماس يحرّك الرجاء وسخاء يفتح القلب على احتياجات الأشد فقرا في العالم.

23 مارس 2019, 15:32