البابا فرنسيس مع سينودس كنيسة الروم الكاثوليك في أوكرانيا البابا فرنسيس مع سينودس كنيسة الروم الكاثوليك في أوكرانيا 

الكنيسة الأوكرانية نموذج شهادة للحقيقة

بعد خروجها من اضطهاد مزدوج باتت كنيسة الروم الكاثوليك في أوكرانيا تشكل بالنسبة للكنيسة الجامعة نموذجاً للشهادة للحقيقة، خصوصا وأن البابا فرنسيس كان قد تطرق في نية الصلاة لشهر آذار مارس إلى الشهداء المسيحيين اليوم الذي يتخطون عددياً شهداء القرون الأولى.

كثيرون هم الأشخاص المسيحيون الذين يضحون بحياتهم في سبيل الإنجيل ولا يُحكى عنهم كما يجب، إذ يكفي أن نفكّر بالاعتداء الأخير الذي تعرضت له كنيسة جولو في الفيليبين، والمصير المجهول للكاهن اليسوعي المختطف في سورية باولو دالوليو. وقد شكلت هذه المسألة موضوع كتاب صدر حديثاً عن اللاهوتي الإيطالي باولو أسولان، أستاذ اللاهوت الرعوي الأساسي في جامعة اللاتيران الحبرية بروما. يحمل الكتاب عنوان "قُلْ لي الحقيقة" وتضمن حواراً أجراه اللاهوتي الإيطالي مع كبير أساقفة كنيسة الروم الكاثوليك في أوكرانيا سفياتوسلاف شيفشوك.

للمناسبة أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع مؤلّف الكتاب الذي أوضح أن أوكرانيا تعرضت للاستشهاد مرتين: أولا خلال الاضطهاد الأيديولوجي ضد المسيحيين في ظل النظام الستاليني، ثانيا عندما تمت مصادرة الأراضي الزراعية وحُرم المواطنون من الطعام ومات جوعاً ما بين ستة وثمانية ملايين شخص. وفي ظل هذه الاضطهادات شهدت الكنيسة الكاثوليكية في أوكرانيا مرحلة صعبة، إذ تمت ملاحقة الأشخاص بسبب انتمائهم الديني، ونتيجة أمانة هذه الكنيسة لروما. وذكّر بأن الشهادة التي قدّمها هؤلاء الشهداء أظهرت أن علاقة الشركة مع روما كانت جزءا من الإيمان الذي حافظوا عليه.

وفي رد على سؤال بشأن ما يمكن أن يتعلّمه الغرب من تاريخ أوكرانيا، قال الكاهن أوسلان إن ثمة بعداً مرتبطاً بنقل الحقيقة وأضاف أن تاريخ أوكرانيا هو تاريخ شعب تلقى الكرازة من الشرق، لكنه فهم فورا أنه يتعين عليه أن يعيش هذه الكرازة منفتحاً على الغرب، أي على أوروبا. وأدرك الشعب الأوكراني أنه يتعين على الإيمان أن يكون عاملا للوحدة. وذكّر بعدها بسيرة حياة الكاردينال سليبيج الذي اعتُقل ونُقل إلى سيبيريا وكان يحتفل بالإفخارستيا بشكل سري. في الختام ذكّر أستاذ اللاهوت الرعوي الأساسي بأن الكنيسة الأوكرانية أقامت حوارا مع المجتمع، وتمكنت من الابتعاد عن السلطة السياسية لتصير خميراً داخل العائلات والمدارس.

12 مارس 2019, 11:53