بحث

النائب الرسولي في جنوب شبه الجزيرة العربية المطران بول هيندر النائب الرسولي في جنوب شبه الجزيرة العربية المطران بول هيندر 

المطران هيندر يتحدث للأوسيرفاتوريه رومانو عن الوضع في اليمن

نشرت صحيفة أوسيرفاتوريه رومانو الفاتيكانية مقالا سلطت فيه الضوء على الأوضاع الراهنة في اليمن وأجرت مقابلة مع النائب الرسولي في جنوب شبه الجزيرة العربية المطران بول هيندر.

شدد سيادته على ضرورة عدم نسيان اليمنيين الذين يعانون من صراع دام منذ حوالي أربع سنوات. وتوجه إلى المجتمعات الغربية بنوع خاص وجميع الأطراف القادرة على التدخل من أجل وضع حد للصراع المسلح، ودعا إلى بذل الجهود اللازمة بغية مساعدة اليمنيين على استعادة كرامتهم الضائعة، لاسيما وأنهم يعيشون في أوضاع إنسانية صعبة للغاية. ولفتت الصحيفة الفاتيكانية إلى أن النائب الرسولي، والذي تدخل اليمن ضمن نطاق صلاحياته، مقيم في أبو ظبي في الإمارات العربية المتحدة وهو يسعى من هناك إلى مد يد المساعدة قدر المستطاع إلى الجماعات الكاثوليكية المتواجدة على التراب اليمني وذلك على الرغم من فقدان قنوات الاتصال بسبب الحرب.

قال المطران هيندر إن كمية ضئيلة من الأنباء ترده من اليمن، بسبب انقطاع خطوط الاتصال من جهة، ولأن الناس يفضلون عدم التكلّم على الهاتف وعبر الإنترنت بصراحة تامة، من جهة ثانية. وأضاف أنه تسنت له فرصة الحديث إلى مجموعة من المسيحيين اليمينين مؤخراً لكنه يفضل عدم التطرق إلى هذا الموضوع علنا كي لا يُعرض حياتهم للمزيد من المخاطر. وردا على سؤال بشأن صعوبة التوصل إلى حل للصراع اليمني، قال المطران هيندر إن النزاع يحمل خلفية تاريخية، لافتا إلى وجود العديد من الأحزاب والتيارات السياسية التي غيّرت تحالفاتها أكثر من مرة على مر السنين. وأكد أن تدخلات القوى الأجنبية، وعوضا عن السعي إلى إيجاد حل للأزمة، ساهمت في تعميق هوة الخلافات. واعتبر أن المسألة الآن تحتاج إلى الوقت والصبر وإلى كفاءات دبلوماسية عالية كي تتمكن الجماعة الدولية من حمل مختلف الأطراف المتناحرة على الجلوس إلى مائدة المفاوضات، وأشار إلى أن أطرافا دولية مختلفة تسعى إلى الإفادة من الصراع اليمني، وهذا الأمر لا يسهل عملية التفاوض على الإطلاق. ورأى النائب الرسولي في جنوب شبه الجزيرة العربية أن التوصل إلى حل يتطلب العودة إلى الحوار وإعادة اقتراح مشروع وضع دستور فدرالي جديد لليمن، بشكل تحظى فيه مختلف الأطراف بهامش من الاستقلالية مع الحفاظ في الوقت نفسه على وحدة البلاد. واعتبر أنه إن لم يتحقق هذا المشروع قد يواجه اليمن خطر الانقسام والتفتت.

وفي رد على سؤال بشأن الدور الذي يمكن أن تلعبه القوى الغربية على هذا الصعيد، أشار المطران هيندر إلى أن عدم اكتراث هذه القوى بما يجري في اليمن، على مدى السنوات الماضية، لم يساعد في التوصل إلى حل، لافتا إلى أن السياسات الخارجية التي اتّبعتها بعض الدول لم تكن متجانسة، فقد اعتقدت حكومات عدة أن الصراع يمكن حله بواسطة السلاح، وهذا كان الانطباع السائد مع بداية الحرب في العام 2015، وهذا أمر – تابع قائلا – بدأ يدركه اليوم من اعتقدوا بالحسم العسكري لأربع سنوات خلت. وفي معرض حديثه عن مستقبل الجماعات المسيحية في البلد العربي، قال المسؤول الكنسي في حديثه لصحيفة أوسيرفاتوريه رومانو إن المسيحية كانت دائما موجودة في هذا البلد، مع أنها كانت وما تزال ضعيفة جداً من الناحية العددية. وأكد أن المسيحيين يسعون اليوم إلى البقاء على قيد الحياة، مضيفا أنه إن لم يتحوّل المجتمع اليمني إلى مجتمع متسامح، سيكون بقاء المسيحيين في هذا البلد أمراً صعباً للغاية، خصوصا وأن العديد من المسيحيين في اليمن يتعرضون لضغوط قوية كي يرتدوا إلى الإسلام.

ختاماً وجه النائب الرسولي في جنوب شبه الجزيرة العربية نداء من أجل الشعب اليمني، وقال للجماعة الدولية "لا تنسوا اليمن"، مذكرا بأن البابا فرنسيس وقبيل مغادرته روما باتجاه أبو ظبي مطلع هذا الشهر، أكد أنه يصلي من أجل اليمن. ولفت هيندر إلى أن الشعب اليمني هو شعب فخور ويتمتع بثقافة عريقة جداً، لذا لا بد من مساعدة هذه الأمة على استعادة كرامتها. تجدر الإشارة هنا إلى أن البابا فرنسيس وخلال المؤتمر الصحفي الذي عقده على متن الطائرة في طريق عودته من أبو ظبي لعشرة أيام خلت سُئل من أحد الصحفيين عن الوضع في اليمن وأجاب أنه لمس رغبة كبيرة في إطلاق مسيرات سلام في هذا البلد.  

16 فبراير 2019, 14:11