البطريرك ساكو البطريرك ساكو 

البطريرك ساكو يقول إن العراق بات جاهزا ليولد من جديد

أجرت صحيفة أوسيرفاتوريه رومانو الفاتيكانية مقابلة مع بطريرك بابل للكلدان الكاردينال لويس ساكو الذي اعتبر أن زيارة البابا فرنسيس الأخيرة إلى الإمارات العربية المتحدة والقداس الذي احتفل به أمام آلاف المسيحيين وملايين المسلمين رسما الطريق من أجل المستقبل، وأكد ساكو أن الكنيسة الكلدانية ستستمر في تعزيز الحوار والتعايش بين الأديان سائرة على خطى المبادرة المهمة للبابا والتي تتوجت بالتوقيع على الوثيقة حول الأخوة الإنسانية.

تحدث غبطته عن جهود تعزيز التعايش بين الأديان لاسيما وسط الأجيال الفتية ولفت إلى منشورات ستوزّع على تلامذة المدارس الرسمية في العراق تشرح لهؤلاء القيم الأساسية للديانات، وتسلط الضوء على أهمية التسامح والاحترام المتبادل والتناغم الديني والوحدة. وأشار ساكو أيضا إلى أنه شكل لجنة لسنتين خلتا بالتعاون مع السلطات الحكومية والقادة الدينيين المسلمين تعقد اجتماعات دورية وتتطرق إلى المشاكل المتعلقة بالدين، وأوضح أنه بفضل هذه المبادرة تم التغلّب على جو الحقد والضغينة الذي كان سائداً وسط الشعب العراقي.

وفي رد على سؤال بشأن المبادرات التي أطلقتها الكنيسة لمناسبة زمن الصوم، لفت غبطته إلى أن مجموعات من المسيحيين والمسلمين ستقوم بزيارات للمرضى في المستشفيات، وفي السابع من آذار مارس القادم ستقام مسيرة حج إلى كربلاء وأور الكلدانيين. وسيرفع المسيحيون والمسلمون من هاتين المنطقتين صلاة مشتركة. وأكد ساكو أن هذه المبادرة قوبلت بالترحيب ليس من قبل القادة الدينيين وحسب إنما أيضا من جانب السلطات الحكومية التي تعمل من أجل تقديم الدعم وتوفير الظروف الأمنية. وأوضح أيضا أنه أعد رسالة رعوية يدعو فيها أبناء كنيسته ليكونوا أمناء للإنجيل ولبلدهم العراق في الآن معا، مشيرا إلى ضرورة أن يشكل عيد الفصح مناسبة للتأمل والمقاسمة والسلام. وذكّر بأنه خلال عيد الميلاد الفائت نزل بعض المسلمين إلى الشوارع ليحتفلوا بالعيد مع المسيحيين، على الرغم من بعد تهديدات صدرت عن بعض رجال الدين المسلمين وقال: هذا هو العراق الذي نريد!

بعدها لفت بطريرك بابل للكلدان إلى أن السكان العراقيين يشعرون بانعدام الأمن، مؤكدا أن السنوات الماضية كانت صعبة وليس من السهل أن تضمد الجراحات على وجه السرعة. لكنه دعا إلى العمل على الضمائر والسعي إلى التخطيط للمستقبل من أجل مداواة الجراح. وقال إن الكنيسة الكلدانية تعمل على أكثر من مستوى بغية مساعدة العراقيين، المسيحيين وغير المسيحيين مشيرا على سبيل المثال إلى أن البطريركية رصدت خمسين ألف دولار من أجل إعادة ترميم المنازل، وشراء المواد الغذائية والأدوية ومساعدة العائلات المحتاجة. وذكّر البطريرك ساكو في الختام بأن رئيس البلاد ورئيس الوزراء يبذلان جهوداً حثيثة لخلق أجواء الثقة، كما أن الشعب يريد التغيير وقال إن البلاد باتت جاهزة لتولد من جديد.

26 فبراير 2019, 11:42