الصليب الصليب 

رسالة الصوم لغبطة البطريرك لويس روفائيل ساكو

الصوم كزمن الصلاة والتوبة ومساعدة الآخرين، الالتزام الإيماني والإنساني والوطني، والتمسك بالهوية المسيحية والوطنية، كان هذا محور رسالة الصوم لبطريرك بابل للكلدان الكاردينال مار لويس روفائيل ساكو

أصدر بطريرك بابل للكلدان الكاردينال لويس روفائيل ساكو رسالة الصوم استعدادا لعيد القيامة 2019 والتي تحدث فيها أولا، حسب ما نشر الموقع الإلكتروني للبطريركية، عن كون الصوم زمنا مخصصا للصلاة، ومراجعة الذات، والتوبة، أي تصويب ما يلزم تصويبه في تفكيرنا وسلوكنا وعلاقاتنا، والسيطرة على ميولنا، ومدّ يد العون للأخ المحتاج، وذكر بكلمات يسوع: “الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: كل ما فَعَلْتُمُوهُ بِأَحَدِ إِخْوَتِي هؤُلاَءِ الأَصَاغِرِ، فَبِي فَعَلْتُمْ” (متى 25: 40).

وتابع غبطة البطريرك أن الصوم ليس انقطاعا عن الطعام فحسب بل ينبغي أن يرافقه الصوم عن السيئات، كما أنه ترويض للنفس وتدريب على الانتباه الى نداءات الروح، وعلامات الأزمنة. تحدث غبطته من جهة أخرى عن المسيحي الحقيقي الذي عليه أن يتحد بالمسيح دائما أي يدخل في “سر فصح المسيح وقيامته”. وواصل أن هويتنا المسيحية امتياز ونعمة خصنا بها الله، ثم أكد أن العراق هو للمسيحيين "الأرض - الأم والوطن والهوية"، مشددا على ضرورة أن نتمسك به مهما كانت التضحيات. وأضاف الكاردينال ساكو أن المسيحيين مدعوون اليوم إلى التمسك بالهوية العراقية وتجاوز حاجز الأقلية والخوف والاتكالية وأن يتحدوا بإرادة واحدة، لبلورة رؤية واضحة لبقائهم في بلدانهم، وتواصلهم مع مواطنيهم المسلمين والايزيديين والصابئة، عبر تعميق الثقة، وتعزيز حضورهم، وإسهامهم في بناء مجتمع أكثر سلاماً واستقراراً، وعدالة واطمئناناً. هذا التزام إيماني وإنساني ووطني. وعندما لا نتمسك بهويتنا المسيحية والوطنية، نكون قد ناقضنا ما علّمنا إيّاه الرب يسوع. فالمسيحيون مدعوون لتحقيق طموحاتهم الكنسية والوطنية.

ثم ختم غبطة البطريرك مار لويس روفائيل ساكو رسالة الصوم داعيا إلى أن يكون الصوم فرصة متميزة لنعمّق إيماننا من خلال الصلاة والتأمل في الكتاب المقدس. ودعا إلى التبرع لمساعدة المحتاجين مذكرا بما تعطي الكنيسة من مساعدة كما فعلت في عيد الميلاد. وأضاف: روحانية كنيستنا، هي روحية صوفية - وجدانية، روحانية الشهادة، وروحية الارتباط بالوطن، فلنتمسك بها.

27 فبراير 2019, 13:41