الكاردينال بانياسكو الكاردينال بانياسكو 

الكاردينال بانياسكو يتحدث عن حاجة أوروبا إلى المزيد من الوحدة

شارك رئيس اتحاد مجالس أساقفة أوروبا الكاردينال بانياسكو في مؤتمر عُقد في العاصمة الإيطالية حول موضوع "الاتحاد الأوروبي: مسيرة مشتركة يثمّنها التناغم بين الهويات المختلفة".

ألقى نيافته مداخلة خلال اللقاء – الذي عُقد في القصر الجمهوري الإيطالي (الكويريناليه) بحضور رئيس الجمهورية سيرجيو ماتاريلا – حذّر فيها من مغبة انقسام القارة الأوروبية وقال إن أوروبا المنقسمة تشكل مأساة، وتعني نهاية هذه القارة لافتا إلى أن الكنيسة الأوروبية تؤمن بأوروبا. وذكّر بانياسكو المؤتمرين بأن القارة القديمة تجتاز مرحلة صعبة في الوقت الراهن، وذلك لأسباب سياسية وثقافية، وظواهر جديدة، وميول متضاربة، واعتبر أن هذه العناصر ولّدت على ما يبدو مشاعر مختلفة وحساسيات تعرقل الحوار والتفاهم. وأشار أيضا إلى مشاعر الانغلاق التي تبرز اليوم في الغرب، وبروز ذكريات تعيد إلى الأذهان صراعات الماضي. ورأى أن ثمة جهات ترى في الاختلاف في الهويات عراقيل عوضا عن غنى يحتاج إلى مزيد من التناغم لافتا إلى أن هذه العراقيل ينبغي ألا تؤثر سلباً على النتائج والإنجازات المحققة، وفرص المسيرة المشتركة التي ينبغي أن ينظر إليها الغرب كله بتعاطف كبير.

لم تخلُ مداخلة الكاردينال بانياسكو من الإشارة إلى طغيان مفهوم الفردانية في المجتمع المعاصر الذي نعيش فيه، لكنه تحدث في الوقت نفسه عن وجود كم هائل من الأشخاص المتواضعين الساعين إلى عيش حياة كريمة، ويعتنون بعائلاتهم بمحبة وتضحية كبيرين، ويكرسون ذواتهم لتربية البنين، والاعتناء بالمرضى والمحتاجين بطريقة رائعة. وقال إن هذا الأمر يعكس عيش "بطولة يومية" وهذه البطولة هي الإرث المشترك للكرامة البشرية. هذا ثم ذكّر رئيس اتحاد مجالس أساقفة أوروبا بأن الإنسان يعيش إنسانيته من خلال المكوث إلى جانب الإنسان الآخر، وأن الحرية الحقيقية تسير إلى جنب حرية الآخر، لأنها حرية مع الآخرين ومن خلال الآخرين.

وأكد بانياسكو أنه عندما تغيب هذه النظرة، تفسد الأجواء، وتحل المنفعة مكان الحقيقة، والعادة مكان التقليد، وتصير العلاقات هشة، وتنمو المخاوف، وتبصر النور آليات دفاعية وينسى الإنسان أنه بحاجة إلى الآخرين وأن الجدران لا ترسم الحدود وحسب إنما أيضا تعزل الشعوب عن محيطها. وشدد نيافته على ضرورة العمل من أجل إرساء أسس الوحدة، لافتا إلى أنه إزاء ظاهرة العولمة، لا بد من الاتحاد والعيش معاً، خصوصا إذا ما أخذنا في عين الاعتبار المصالح الاقتصادية للقوى العظمى القديمة والحديثة، وهذا الأمر يتطلب من أوروبا أن تواجه التحديات من خلال رص الصفوف. وأكد الكاردينال بانياسكو في ختام مداخلته أن روح الجماعة يحتاج إلى الأمل والتضحية والوداعة مشددا على أهمية الأنسنة المتكاملة بالنسبة لأوروبا، لأنها تُقر بالإنسان وتعمل على تنميته بأبعاده المختلفة.    

26 فبراير 2019, 11:40