المدبر الرسولي بيتسابالا يحتفل بقداس ليلة الميلاد 2018 في بيت لحم   المدبر الرسولي بيتسابالا يحتفل بقداس ليلة الميلاد 2018 في بيت لحم  

عظة المدبر الرسولي بيتسابالا ليلة الميلاد

مدننا التي أحبها الله كانت محور عظة المدبر الرسولي لبطريركية القدس للاتين رئيس الأساقفة بييرباتيستا بيتسابالا في ليلة الميلاد في بيت لحم. وتحدث عن الطريق التي يدعونا إليها يسوع بحياته وتعليمه كي نبني مدننا ونسكنها، طريق الخدمة.

من بيت لحم، المدينة التي وُلد فيها المخلص، يسوع المسيح، تحدث المدبر الرسولي لبطريركية القدس للاتين رئيس الأساقفة بييرباتيستا بيستابالا في عظته احتفالا بقداس ليلة الميلاد عن التدبير الإلهي الذي أراده الله، أي أن يولد يسوع المسيح في بيت لحم، وذلك لأن الله أحبنا وأحب مدننا. وتابع المدبر الرسولي نقلا عن الموقع الإلكتروني للبطريركية اللاتينية: بيت لحم والناصرة وكفركنا، وكفر ناحوم، والقدس، كلها أسماء عزيزة على قلوبنا، لأنها أسماء المدن التي أحبّها يسوع وتجوّل بينها. وبعده استمر الرسل يتجوّلون في مدن أخرى: قورنثس، وأفسس، وتسالونيكي، وأنطاكية، وروما… والمسيرة مستمرة في مدننا اليوم، يُلهِمُها ويَهديها حضوره الدائم بيننا: “ها أنا معكم كل يوم، حتى نهاية العالم” (متى ٢٨ ، ٢٠). إلهنا إلهٌ معنا. يسكن في مدينتنا، بيننا. يسكن مع الناس. اسمه عمانوئيل، أي الله معنا".

وأراد رئيس الأساقفة بيتسابالا التأمل في هذه "الإقامة الإلهية" بيننا حسب ما قال، والتي أراد كلمة الله بها أن يتخذ بشريتنا ويبدلها ويسمو بها، وبطرق “إقامتنا البشرية“. وواصل مؤكدا أن سُكنى يسوع المسيح بيننا هي أولا علامة حب منه لنا. شاركنا حياتنا في كل شيء ما عدا الخطيئة (راجع عبرانيين ٤: ١٥). جاء “يصنع الخير ويشفي من كل مرض وعلة” (أعمال ١٠: ٣٨). دخل بيوتنا، وأكل على موائدنا. وشرب من خمرتنا. وتجول في طرقاتنا. وبارك أطفالنا. وفرح في أعيادنا، وبكى موتانا. وتابع المدبر الرسولي: ونريد أن نستجيب للدعوة الموجَّهة إلينا وهي أن نكون صانعي سلام، وأنبياء رجاء، وشهودا مقتنعين وقادرين على الإقناع بضرورة المشاركة والحوار. نريد أن نسكن هذه الأرض مع يسوع المسيح، فلا نهجرها. نريد أن نشارك في آلامها ومخاوفها وأحزانها وآمالها. نريد أن نسير معا في طريق الخلاص، مستعدين لبذل كل جهد والتزام، كل مبادرة تجعل مدننا مزدهرة ومضيافة، حيث يقدر الجميع أن يجدوا بيتا وعملا وحياة كريمة ومكتفية. نطلب، في هذه الليلة، إلى الطفل الإلهي في بيت لحم، وإلى والديه اللذين جاءا هنا يبحثان عن سكن ولم يجدا، نسألهم أن يساعدونا للبقاء في المدينة، وأن يكون حضورنا مثلهم حضور سلام في هذه الأرض. وبقاؤنا هنا ضرورة. مدننا من دون مسيحيين تزداد هجرا، ومسيحيونا من دون مدنهم قد يتيهون في طرق العالم.

ذكّر رئيس الأساقفة بييرباتيستا بيتسبالا بعد ذلك برفض بيت لحم للعائلة المقدسة، مضيفا أننا نحن أيضا الذين أمنا بالمسيح من الممكن ألا نقبله، وذلك في إشارة إلى ما في مدننا من صراع واستبداد. وتابع أن تعليم يسوع وحياته يقدمان لنا طرقا أخرى نني بها ونسكن مدننا، أي طريق الخدمة المتواضعة والفاعلة. وتضرع إلى يسوع كي يجعل كلمته تجد إصغاء في قلب مَن يمسك بالسلطة السياسية والاجتماعية. نود لو استطعنا ألا نبكي بعد بسبب معاناتنا، وبسبب الظلم والفقر والآلام العديدة التي يعاني منها شعبنا. نسأله أن يلهم الجميع إرادة صالحة، وأن يعود هو ويسكن معنا في مدينتنا.

وختم المدبر الرسولي لبطريركية القدس للاتين: نطلب في هذا المساء إلى المسيح الرب، المولود في بيت لحم، أن يمنحنا النعمة والقوة لنغيّر مدننا ونجعلها مدنا في ملكوته. لذلك نريد أن نسير معه، على الطريق القديمة الجديدة، طريق الإيمان، والمحبة والرجاء، إلى أن تنحدر من السماء المدينة الجديدة، حيث يسكن الله معنا ونحن معه، إلى الأبد. آمين.

26 ديسمبر 2018, 13:02