تطويب 16 من شهداء اضطهاد الكنيسة الكاثوليكية في إسبانيا خلال عامَي 1936 و37 تطويب 16 من شهداء اضطهاد الكنيسة الكاثوليكية في إسبانيا خلال عامَي 1936 و37 

تطويب 16 من شهداء اضطهاد الكنيسة الكاثوليكية في إسبانيا خلال عامَي 1936 و37

ترأس الكاردينال أنجيلو بيتشو عميد مجمع دعاوى القديسين قبل ظهر السبت 10 تشرين الثاني نوفمبر الجاري في برشلونة الاحتفال بتطويب الكاهن تيودورو إِييرا ديل أولمو و15 من رفاقه الشهداء، وهم كهنة ومكرسون وعلمانيون قُتلوا في إسبانيا بسبب إيمانهم بين عامَي 1936 و37.

تم الاحتفال قبل ظهر السبت 10 تشرين الثاني نوفمبر الجاري في بازيليك العائلة المقدسة في برشلونة بتطويب الكاهن تيودورو إِييرا ديل أولمو و15 من رفاقه الشهداء من رجال ونساء، ما بين كهنة ورهبان وراهبات وعلمانيين، والذين قُتلوا خلال فترة الاضطهاد الديني في إسبانيا بين عامَي 1936 و37. وترأس الاحتفال ممثلا عن الأب الأقدس عميد مجمع دعاوى القديسين الكاردينال أنجيلو بيتشو والذي انطلق في عظته من سؤال القديس بولس في رسالته إلى أهل رومة "فمَن يَفصِلُنا عن مَحبَّةِ المسيح؟" (روم 8، 35)، وذكّر بأن هذا السؤال قد طرحه بولس الرسول في إشارة إلى ما تعرض له الجيل الأول من تلاميذ المسيح وشهوده. وتابع الكاردينال بيتشو أن ما يتحدث عنه القديس بولس من شدة وضيق واضطهاد، جوع وعري، خطر وسيف، يصف واقع الألم والشهادة الذي أصبح فيما بعد خبرة كثيرين ممن اتحدوا بيسوع وقبلوا محبته في الإيمان. وتابع عميد مجمع دعاوى القديسين مذكرا بإجابة القديس بولس على السؤال، وهي أن لا شيء بوسعه أن يفصلنا عن محبة الله التي في المسيح يسوع ربنا، لا شيء، ولا حتى الموت أو قوات العالم، المستقبل أو خليقة أخرى (راجع روم 8، 38-39).

تحدث الكاردينال بيتشو بعد ذلك عن الطوباويين الجدد مشيرا إلى أنهم قُتلوا في أوضاع وتواريخ مختلفة واشتركوا في أنهم قد عاشوا جميعا بسخاء وشجاعة قيم الحياة الدينية، ما أثار مَن كان يريد تدمير الكنيسة في إسبانيا. وتابع عميد المجمع، مذكرا مجددا بكلمات القديس بولس، إن أخوتنا وأخواتنا هؤلاء يقولون لنا اليوم "ولكِنَّنا في ذلِكَ كُلِّه فُزْنا فَوزًا مُبيناً، بِالَّذي أَحَبَّنا" (روم 8، 37). وواصل الكاردينال بيتشو متحدثا عن وفاء الطوباويين الجدد للكنيسة والذي جعلهم يقدمون الخير سواء في الرعايا أو في نشاطهم التعليمي وغيره من نشاطات. ذكّر من جهة أخرى بثباتهم في الإيمان في إطار تاريخي تميز بكراهية إزاء الإيمان والكنيسة الكاثوليكية، وبأنهم عاشوا السجن والموت بثقة كبيرة في الله وفي الحياة الأبدية، وأكد أن الكنيسة ترى في الطوباويين الجدد مثلا يُحتذى به.

توقف عميد مجمع دعاوى القديسين بعد ذلك عند كلمات يسوع "إنَّ حَبَّةَ الحِنطَةِ الَّتي تَقَعُ في الأَرض إِن لَم تَمُتْ تَبقَ وَحدَها. وإذا ماتَت، أَخرَجَت ثَمَراً كثيراً" (راجع يو 12، 24)، وواصل حديثه عن الشهداء الستة عشر مؤكدا أنهم كانوا في قراراتهم كافة حبات، لأنهم قبلوا الموت شيئا فشيئا في الحياة اليومية باذلين أنفسهم في خدمة الإنجيل وصولا إلى الفعل البطولي الأخير. وأضاف أن خصوبة أي إعلان وأي خدمة في الكنيسة تقاس بالاستعداد لأن نكون حبات حنطة تقع في الأرض، مثل يسوع الذي أعطى ثمرا كثيرا بموته. وأشار عميد المجمع من جهة أخرى إلى أنه اليوم أيضا وفي مجتمعنا المفكك، فمَن يريد أن ينمو وأن يكون مفيدا للقريب وللمجتمع هو مدعو إلى الشهادة لمنطق حبة الحنطة. ثم ذكّر الكاردينال بيتشو مجددا بكلمات يسوع حسب إنجيل القديس يوحنا "مَن أَحَبَّ حياتَهُ فقَدَها ومَن رَغِبَ عنها في هذا العالَم حَفِظَها لِلحَياةِ الأَبَدِيَّة" (يو 12، 25) وتابع أن يسوع لا يطلب منا أن نخسر حياتنا المادية كي نكسب تلك الروحية، وإنما إلى أن نعيش حياتنا لا بالالتصاق بذواتنا بل بالعطاء والمحبة إزاء الآخرين.

وفي ختام عظته احتفالا في برشلونة بتطويب الكاهن تيودورو إِييرا ديل أولمو و15من رفاقه الشهداء من كهنة ومكرسين وعلمانيين ذكر الكاردينال أنجيلو بيتشو عميد مجمع دعاوى القديسين أن هؤلاء الشهداء يدعوننا إلى التفكير في الكثير من المؤمنين المضطهدين اليوم. ثم أعرب عن الرجاء في أن ينعش إعلان الطوباويين الجدد إيماننا وشهاداتنا المسيحية وحياتنا، وختم طالبا شفاعتهم مذكرا بكلمات صاحب المزامير "التمستُ الرب فأجابني ومن جميع أهوالي أنقذني (مز 34، 5). 

11 نوفمبر 2018, 16:30