الكاردينال نزابالاينغا الكاردينال نزابالاينغا  

الكاردينال نزابالاينغا يدعو إلى حماية المدنيين من أعمال العنف

في أعقاب جولة قام بها على المواقع التي شكلت مسرحاً لمجزرة ألينداو في جمهورية أفريقيا الوسطى عقد رئيس أساقفة بانغي الكاردينال Dieudonné Nzapalainga مؤتمرا صحفياً شدد فيه على ضرورة التدخل من أجل حماية المدنيين من العنف، في وقت أعلن فيه الأساقفة يوم الأحد المقبل الثاني من كانون الأول ديسمبر يوم حداد وطني.

حذر نيافته في مؤتمره الصحفي من مغبة التزام الصمت حيال ما يجري ووضع الصحفيين في أجواء الجولة التي قادته إلى بلدة ألينداو حيث وقعت مجزرة في الخامس عشر من تشرين الثاني نوفمبر الجاري ذهب ضحيتها حوالي ستين شخصا. وأفادت الأنباء الواردة في هناك أن العملية نفذها مقاتلون ينتمون إلى الجماعة المسلحة المعروفة باسم "الاتحاد من أجل السلام في جمهورية أفريقيا الوسطى" والذين فتحوا النيران على مجموعة من النازحين، معظمهم مسيحيون، لجئوا إلى أبرشية ألينداو. ولم ينج رجال الدين الكاثوليك من موجة العنف هذه إذ قضى في الحادث كاهنان كاثوليكيان من كهنة الأبرشية.

وأكد الكاردينال Nzapalainga أن هذه المجزرة هي من صنع مجموعة مسلحة تفلت من العقاب وتزرع الرعب وسط السكان الآمنين. ورأى أيضا أن تقاعس السلطات المحلية والجماعة الدولية عن توفير الحماية للمدنيين العزل يشكل أمراً خطيراً للغاية. هذا ثم أوضح نيافته أن الأوضاع الإنسانية في بعض أنحاء جمهورية أفريقيا الوسطى خطيرة للغاية، لافتا إلى وجود عدد كبير من الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية. وعاد رئيس أساقفة بانغي ليرفع صوته مجددا من أجل التنديد بالعنف الممارس ضد السكان المحليين والمتأتي من داخل البلاد وخارجها، وتوجه إلى الجماعة الدولية سائلا إياها ما إذا كانت تكترث لمصير أبناء بلاده. ودعا إلى العمل فورا على توفير المساعدات المطلوبة إلى السكان المحتاجين، لاسيما شرائح المجتمع الأشد عوزا كالأطفال والمسنين الذين يعانون أكثر من سواهم.

وقد شارك في المؤتمر الصحفي إلى جانب الكاردينال Nzapalainga إمام العاصمة بانغي عمر كوبين لاياما الذي يتعاون منذ سنوات مع رئيس الأساقفة في نشر قيم التسامح في المجتمع والتأكيد على أن الصراع الذي يُدمي جمهورية أفريقيا الوسطى ليس صراعاً دينياً، وبالتالي لا يمكن أن يُبرر هذا العنف باسم الله.

هذا وقد نشر مجلس الأساقفة المحلي بياناً ليومين خليا ذكّر فيه بأن دستور البلاد الذي يعود إلى الثلاثين من آذار مارس من العام 2016 يؤكد في بنده الأول على قدسية وحرمة الكائن البشري، وتطرق البيان إلى أعمال العنف الدامية التي شهدتها مؤخرا مناطق عدة من بينها بانغي وبامباري وألينداو، وحثّ جميع الرجال والنساء ذوي الإرادة الحسنة على التعبير عن تضامنهم واحترامهم تجاه الضحايا، وعدم الاحتفال بالعيد الوطني في الأول من كانون الأول ديسمبر المقبل. ودعا الأساقفة المؤمنين بنوع خاص إلى المشاركة في يوم وطني من الحداد والصلاة على نية جميع ضحايا العنف في جمهورية أفريقيا الوسطى في الثاني من الشهر المقبل.   

27 نوفمبر 2018, 12:35