بحث

الكاهن تابت مكو الكاهن تابت مكو 

الكنيسة في العراق تشدد على أهمية بناء علاقات جديدة مع الآخرين

أجرى موقع فاتيكان نيوز مقابلة مع الكاهن العراقي تابت مكو، والذي كان أول كاهن يعود إلى سهل نينوى بعد إلحاق الهزيمة بتنظيم الدولة الإسلامية، وكان هذا الرجل قدوة لآلاف النازحين المسيحيين الذين تركوا إقليم كردستان العراق عام 2014، وهم يسعون اليوم إلى إعادة ما تهدم في سهل نينوى كي يتمكنوا من استعادة حياتهم الطبيعية.

تابت مكّو هو من كهنة منطقة كرمليس العراقية وقد شارك يوم الثلاثاء في ندوة نظمتها وكالة آسيا نيوز الكاثوليكية للأنباء من أجل تسليط الضوء على أوضاع الجماعات المسيحية في المنطقة وشارك في اللقاء أربعة كهنة ومرسلين تحدثوا عن النشاط الذي يقومون به في العراق وبلدان أخرى، لاسيما لصالح الأجيال الشابة. قال الكاهن العراقي إنه خلال الفترة التي نزح فيها المسيحيون عن سهل نينيوى ووجدوا ملاذا آمنا في كردستان، وبالتحديد في مدينة إربيل، كان يدير مركزا لاستضافة النازحين، ووفر المأوى لمائة وخمس وأربعين عائلة.  وأضاف أن الأسر التي استفادت من المساعدات هي أكثر بكثير من هذا العدد، موضحا أن المساعدات لم تقتصر فقط على الأمور المادية لاسيما الطعام واللباس، لأن الكنيسة المحلية وفرت التعليم للأطفال وخصت العائلات بالنشاطات الرعوية كي لا يفقد هؤلاء النازحون الأمل بالمستقبل.

وفي معرض حديثه لموقعنا الإلكتروني عما فعله بعد عودته إلى بلدته كرمليس قال الكاهن العراقي إنه أقدم على غرس صليب على إحدى التلال وتابع قائلا إنه بعد الهزيمة التي ألحقت بتنظيم الدولة الإسلامية لم يعد جميع النازحين المسيحيين إلى سهل نينوى، مشيرا إلى أن العودة كانت وما تزال صعبة لأن مقاتلي داعش أقدموا على تدمير المنطقة ونهب البيوت، فساد الموت والدمار في كل مكان. وأكد أن نسبة المسيحيين الذين عادوا لغاية اليوم تُقدر بخمسة وأربعين بالمائة، لافتا إلى أنه بفضل عون الله والكنيسة بدأت عمليات إعادة الإعمار، واليوم استعاد المسيحيون الأمل في العيش مجددا على أرض أجدادهم.

ولم تخل كلمة الكاهن العراقي من الإشارة إلى أهمية تعزيز الثقة بين مختلف مكونات المجتمع الذي يتألف من المسيحيين والمسلمين والأكراد والأشوريين والكلدان والشبك، وأكد أن الكنيسة المحلية تبذل ما في وسعها من أجل إرساء أسس الثقة بين أبناء المجتمع الواحد. وسطر أيضا أهمية العمل مع الشباب مع أن المهمة ليست سهلة خصوصا لأن المسيحيين هم أقلية في المنطقة مع كل ما يترتب على هذا الأمر من مشاكل. واعتبر أنه من الأهمية بمكان أن تُقام مبادرات مشتركة بين المسيحيين والمسلمين، وبناء الجسور بين الطرفين وتشجيع الشبان المسيحيين على الالتزام في المجتمع بشكل فاعل.

وأضاف الكاهن تابت مكّو أن جزءا من المشاكل التي يعاني منها شبان اليوم مرتبط بما حصل في العام 2014، شأن التهديد بالقتل وفقدان الأراضي وتوقّف المشاريع الدراسية وانقطاع فرص العمل، وما شابه ذلك. ومن هذا المنطلق شدد الكاهن العراقي على ضرورة فتح صفحة جديدة وبناء علاقات جديدة مع الآخرين، ولفت إلى أنه يقوم حاليا بمساعدة الشبك في كرمليس على إعادة بناء منازلهم، في وقت فتحت فيه المدارس ودور الحضانة أبوابها لأطفال هؤلاء، وختم مكو حديثه لموقع فاتيكان نيوز قائلا إنه يعمل أيضا في مدينة الموصل بالتعاون مع الشباب كي يوجّه رسالة إلى المسيحيين مفادها أنه يتعين على المجتمع العراقي أن يعود كما كان في السابق.  

18 أكتوبر 2018, 13:13