بحث

مسعفون يبحثون عن ناجين تحت أنقاض أحد المساجد مسعفون يبحثون عن ناجين تحت أنقاض أحد المساجد 

الكنيسة الكاثوليكية في إندونيسيا تقف إلى جانب المنكوبين جراء الزلزال الأخير

في وقت بلغت فيه حصيلة ضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب جزيرة لومبوك الإندونيسية في الخامس من الشهر الجاري مائة واثنين وأربعين قتيلاً أجرى موقع فاتيكان نيوز مقابلة مع المسؤول عن المشاريع في هيئة كاريتاس إندونيسيا يوهانيس باسكورو الذي قدّم صورة عن المساعدات التي توفرها الكنيسة الكاثوليكية المحلية إلى السكان المنكوبين.

في غضون ذلك يزداد الوضع مأساوية في المناطق التي ضربتها الهزة الأرضية، فيما تحدثت مصادر محلية عن إمكانية أن ترتفع حصيلة القتلى وقد أعلن الدفاع المدني الإندونيسي أن أكثر من ثلاثة عشر ألف منزل تهدّم بسبب الكارثة، كما انقطع التيار الكهربائي عن العديد من القرى. وقد بلغ عدد الأشخاص الذين وجدوا ملجأ مقتاً عشرين ألفا، في وقت تذمّر فيه كثيرون من غياب خطة لإخلاء السكان. هذا وأعلنت المنظمة غير الحكومية "أوكسفام" الحاضرة في الجزيرة عن نقص حاد في مياه الشرب. وتضاف الهزة التي وقعت يوم الأحد الفائت إلى زلزال آخر ضرب إندونيسيا في التاسع والعشرين من تموز يوليو الماضي وأسفر آنذاك عن سقوط سبعة عشر قتيلاً، وما يزال كثيرون يشعرون بالقلق إزاء استمرار الهزات الترددية. ويشار إلى أن هذا البلد الآسيوي تعرض لهزة أرضية عنيفة في قعر البحر في كانون الأول ديسمبر من العام 2004، نتج عنها "تسونامي" أدت آنذاك إلى مقتل أكثر من مائة عشرين ألف شخص.

تؤكد مصادر الكنيسة الكاثوليكية المحلية أنها تقدم إسهاما قيما للسكان المنكوبين، على الرغم من أن المواطنين الكاثوليك يشكلون أقلية في إندونيسيا، وهي أكبر دولة مسلمة في العالم من حيث عدد السكان. وقد أرسلت أبرشية دينباسار فريقاً من المتطوعين إلى جزيرة لومبوك، ويقوم هؤلاء بتوزيع اللوازم الصحية على السكان المنكوبين، وباشروا أيضا بوضع مشاريع لإعادة إعمار المنازل المهدمة.

بالعودة إلى المقابلة مع السيد يوهانيس باسكورو، أكد هذا الأخير أن دُفعات جديدة من المتطوعين – التابعين للكنيسة الكاثوليكية – ستصل إلى الجزيرة المنكوبة خلال الأيام القليلة المقبلة. وأوضح أن هيئة كاريتاس يبذل ما في وسعها في الوقت الراهن، وقد بدأت عمليات الإغاثة والدعم مذ أن ضرب البلاد الزلزال السابق في التاسع والعشرين من تموز يوليو الماضي، مضيفا أن المتطوعين يقومون أيضا بنقل الجرحى والمصابين إلى المستشفيات القريبة من أجل تلقّي الإسعافات الأولية. ولفت المسؤول الكاثوليكي إلى أن عملية توزيع اللوازم الصحية ستشمل في المرحلة المقبلة أكثر من مائة وثمانين مسكنا وستنتهي في منتصف شهر آب أغسطس الجاري.

وفي رد على سؤال بشأن وجود صعوبات في العمل في بلد ينتمي السواد الأعظم من سكانه إلى الإسلام قال المسؤول عن المشاريع في هيئة كاريتاس إندونيسيا إن الهيئة لم تجد أي صعوبة تُذكر مشيرا إلى أنها عندما تقوم بنشاطها لا تفعل ذلك باسم الكنيسة الكاثوليكية، كما أن مساعداتها لا تقتصر على الكاثوليك وحسب بل تسعى إلى مد يد العون إلى جميع السكان المحتاجين بغض النظر عن الانتماءات الدينية أو العرقية.

تجدر الإشارة هنا إلى أن البابا فرنسيس بعث يوم الاثنين الفائت ببرقية تعزية إلى السلطات الكنسية والمدنية في إندونيسيا معزيًا بضحايا هذه الهزة الأرضية. وقد حملت البرقية توقيع أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بارولين وأعرب فيها البابا عن حزنه العميق، وعبّر عن تضامنه مع المتضررين من هذه المأساة وقال إنه يرفع الصلاة من أجل شفاء الجرحى مشجعا السلطات المدنية والمشاركين في عمليات الإغاثة في جهودهم لمساعدة الضحايا.

08 أغسطس 2018, 12:34