بحث

المسيرة بالمشاعل في أركواتا ديل ترونتو المسيرة بالمشاعل في أركواتا ديل ترونتو 

الاحتفال بالقداس في الذكرى الثانية للزلزال في وسط إيطاليا

في مثل هذا اليوم لعامين خليا وبالتحديد فجر الرابع والعشرين من آب أغسطس 2016 ضربت هزة أرضية مدمرة وسط إيطاليا مسببة خسائر بشرية ومادية فادحة في أربعة أقاليم إيطالية هي ماركيه، أومبريا، لاتسيو وأبروتسو، فوصل عدد الضحايا إلى ثلاثمائة قتيل تقريبا.

بعد مضي سنتين على هذه الكارثة الأليمة وفي وقت ما تزال فيه القرى والبلدات المدمرة تسعى إلى النهوض نُظمت مسيرات بالمشاعل إحياء لذكرى جميع الأشخاص الذين قضوا في الزلزال. وقد شارك مئات الأشخاص في مسيرة نُظمت في بلدة أركواتا ديل ترونتو بمحافظة أسكولي بيتشينو، التي ألحق فيها الزلزال خسائر فادحة، مدمرا الجزء الأكبر من المساكن. وشارك في المبادرة أسقف أبرشية أسكولي بيتشينو المطران جوفاني ديركولي إلى جانب عمدة أركواتا السيد ألياندرو بيتروتشي. في ختام المسيرة ترأس الأسقف الإيطالي القداس بحضور حشد غفير من المؤمنين وشدد في عظته على ضرورة السعي إلى تحويل هذه المأساة الكبيرة إلى فرصة، معتبرا أن الهزات الأرضية ليست حادثا عرضيا إنما هي جزء من الحياة. ودعا إلى إعادة بناء المنازل المهدمة بطريقة لا تحمل على الخوف في المستقبل لافتا إلى أن عملية إعادة الإعمار ينبغي ألا تقتصر على تحسين الصورة، بل يجب أن تضمن مستقبلا آمنا للجميع. وتوجه إلى أهالي البلدة – لاسيما ذوي الضحايا – قائلا لهم إن موتاكم هم موتانا لكن رجاءكم أيضا هو رجاؤنا.

في بلدة أماتريشيه، التي شهدت هي أيضا خسائر فادحة بسبب الهزة الأرضية نفسها، شاء السكان أن يحيوا ذكرى الضحايا فنظموا مسيرة صامتة بالمشاعل انطلقت عند الساعة الثالثة فجراً ووصلت إلى ما تبقى من كنيسة القديس أغسطينوس، حيث تمت قراءة أسماء الضحايا المائتين والتسعة والثلاثين، وقرعت الأجراس للمناسبة. عند الساعة الحادية عشرة من صباح اليوم ترأس المطران دومينيكو بومبيلي، قداسا احتفاليا.

يشار هنا إلى أن البابا فرنسيس عبر في أكثر من مناسبة عن تضامنه مع السكان المنكوبين جراء هذا الزلزال، وكان قد التقى ذوي الضحايا في الفاتيكان في الخامس من كانون الثاني يناير من العام الماضي، وحدثهم عن "إعادة بناء القلوب قبل المنازل" و"إعادة بناء النسيج الاجتماعي والإنساني". وتحدث أيضًا عن أهمية الرجاء من أجل إعادة البناء مشيرًا إلى الحاجة إلى قلوب الجميع وأياديهم من أجل البناء مؤكدا أن قرب الأشخاص من بعضهم البعض يجعلهم أكثر إنسانية وشجاعة. وأضاف يقول إنهم اختبروا هذا القرب، لافتًا مجددا إلى "إعادة البناء" من دون فقدان القدرة على الحلم. وكان قد قام بزيارة إلى المناطق المنكوبة في الرابع من تشرين الأول أكتوبر 2016 تعبيرا عن تضامنه وقربه من الأهالي المنكوبين.  

24 أغسطس 2018, 12:37