بحث

البابا فرنسيس مستقبلا رئيس أفريقيا الوسطى في الفاتيكان 25 كانون الثاني 2018 البابا فرنسيس مستقبلا رئيس أفريقيا الوسطى في الفاتيكان 25 كانون الثاني 2018 

مقابلة مع خادم كاتدرائية بانغي في أفريقيا الوسطى الكاهن ماتيو بوندوبو

بعد أكثر من شهر على جريمة اغتيال النائب العام على أبرشية بامباري في جمهورية أفريقيا الوسطى فيرمين غباغوا أجرى موقع فاتيكان نيوز مقابلة مع خادم كاتدرائية العاصمة بانغي الكاهن ماتيو بوندوبو والذي كان صديقا للراحل.

لم يُخف بوندوبو خوفه تجاه ما يجري في هذا البلد وقال إنه يشعر أحيانا بالخوف لكن هذا الأمر لا يمنعه من التعليق على الأوضاع الراهنة في جمهورية أفريقيا الوسطى ومن حث الجميع على التصرف من أجل تخطي الأزمة الراهنة. فمنذ التاسع والعشرين من شهر حزيران يونيو الفائت، تاريخ اغتيال النائب العام على أبرشية بامباري، لم يطرأ أي تغيير على أرض الواقع، إذ ما يزال الوضع في هذا البلد في غاية الخطورة. وتحدث الكاهن بوندوبو عن هشاشة الوضع وانعدام الأمن فضلا عن الأزمة السياسية وهذه الأمور كلها تولّد بدورها مشاكل اجتماعية خطيرة، في طليعتها آفة الفقر المدقع وغياب الخدمات الأساسية للمواطنين بدءا من الرعاية الصحية. وقال إن عملية الاغتيال ولّدت صدمة لدى الجميع، لافتا إلى أن الكل ما يزال يتساءل لماذا قُتل بهذه الطريقة رجل يدعو إلى السلام وقدّم الكثير إلى الكنيسة والبلاد. وأضاف أن هذا الأمر يزيد من حدة الخوف خصوصا عندما نُدرك وجود أشخاص مستعدين للقتل بدون شفقة، مع ذلك ما يزال أناس كثيرون عازمين على الشهادة لما يعود بالفائدة على وطنهم.

وتابع حديثه لموقعنا قائلا إن الكنيسة الكاثوليكية في أفريقيا الوسطى، وعلى الرغم من جراحها، تشعر بدعم البابا وقد وضعت نصب عينيها رسالتها النبوية وهي تسعى لأن تُدرك ماذا يحصل وتحثّ المواطنين على الارتداد وتبني المواقف الحسنة. ومضى بوندوبو إلى القول إن الحكومة المحلية تبدو عاجزة عن ضمان الأمن وتوفير الحماية للمواطنين وهذا ينطبق أيضا على القوات الدولية لحفظ السلام. مع ذلك أكد أنه كوّن انطباعاً بأن الحكومة تريد أن تقوم بواجباتها لكنها لا تتمتع بالوسائل اللازمة لتفعل ذلك، وأشار في هذا السياق إلى ضرورة أن يتم تبني مقاربة ملائمة من قبل جميع الأشخاص ذوي الإرادة الصالحة والمنظمات غير الحكومية في جمهورية أفريقيا الوسطى، وقال إننا بحاجة إلى مزيد من الإنسانية والمحبة بمعناها المسيحي. ولم تخلُ كلماته من التنديد بالتأثيرات السلبية للمصالح الدولية موضحا أن روسيا تتدخل في شؤون البلاد وبدأت ترسل السلاح، وهذا ما كشف عنه ثلاثة صحفيين قُتلوا ليومين خليا. يشار إلى أن البابا أطلق نداء العام الماضي عبر فيه عن قربه من السكان والأساقفة وكل من يعملون من أجل خير الناس والتعايش السلمي في أفريقيا الوسطى، مجددا نداءه كي تصمت الأسلحة وكي تتغلب الإرادة الطيبة للحوار من أجل السلام والنمو.

02 أغسطس 2018, 12:59