الكاردينال برينيس الكاردينال برينيس 

برينيس: الكنيسة في نيكاراغوا تعمل على تعزيز المحبة بين الأخوة

عاد رئيس أساقفة ماناغوا ورئيس مجلس أساقفة نيكاراغوا الكاردينال ليوبولدو برينيس ليتحدث مجددا عن الدور الذي تضطلع به الكنيسة الكاثوليكية في هذا البلد الأمريكي اللاتيني من أجل الإسهام في حل أزمة يتخبط فيها منذ أكثر من أربعة أشهر.

الكاردينال برينيس أكد خلال مؤتمر صحفي عقده في العاصمة ماناغوا أن الكنيسة الكاثوليكية تقوم بحملة ترمي إلى تعزيز المحبة بين الأخوة والأخوات في نيكاراغوا مسلطا الضوء على التزام الأساقفة والقادة الدينيين الكاثوليك في دعم الحوار والمصالحة بغية الخروج من وضع متأزم أسفر عن سقوط أكثر من أربعمائة وخمسين قتيلاً، وألفين وثمانمائة جريح، ناهيك عن اعتقال ما لا يقل عن أربعمائة شخص لأسباب سياسية. وأكد نيافته أن كل ما يجري حاليا في نيكاراغوا يولّد المزيد من التوترات ويقود باتجاه الحقد والضغينة، لافتا إلى أن العمل جار في مختلف الرعايا والأبرشيات من أجل مداواة القلوب وتحريرها من الحقد.

ولم تخلُ كلمات الكردينال برينيس من الإشارة إلى الأوضاع المأساوية التي يعيشها العديد من المواطنين الذين أرغموا على مغادرة بلادهم واللجوء إلى الدول المجاورة، حيث يجدون صعوبة في التأقلم ويفتقرون إلى حسن الضيافة، ورفع صوته ليندد بالتظاهرات التي نُظمت يوم السبت الفائت في كوستا ريكا ضد هؤلاء اللاجئين واصفا إياها بتظاهرات معادية للأجانب، في وقت أعلنت فيه مصادر وزارة الخارجية في كوستا ريكا أنه خلال الأشهر الثلاثة الماضية مُنع أكثر من ألف مواطن من نيكاراغوا من عبور الحدود، كما أن شرطة الحدود أقدمت على اعتقال أكثر من عشرين شخصاً بتهمة الاتجار بالبشر. مع ذلك أكد الكاردينال برينيس أن ثمة أبرشيات عدة في كوستا ريكا قررت أن تفتح أبوابها لاستقبال هؤلاء النازحين. وكانت منظمة الأمم المتحدة قد أعلنت أن حوالي ثلاثة وعشرين ألف شخص من نيكاراغوا حاولوا اللجوء إلى كوستا ريكا منذ بداية الأزمة في أبريل نيسان الماضي، في وقت يُحكى فيه عن وجود بعض المسؤولين الدينيين الكاثوليك الذين يحاولون مغادرة بلادهم بسبب تعرضهم للاضطهاد من قبل حكومة الرئيس دانيال أورتيغا.

على صعيد آخر، عبر رئيس أساقفة ماناغوا عن دعمه وتأييده للنشاط الذي تقوم به اللجنة الأمريكية من أجل حقوق الإنسان والتي أصدرت، خلال الأيام القليلة الماضية، تقريراً نددت فيه بالاضطهادات التي تمارسها الحكومة بحق المعارضين السياسيين في وقت انتقدت فيه السلطة هذا التقرير معتبرة أنه مسيّس ويشوّه الحقائق. أما الكاردينال برينيس فذكّر الصحفيين بأن هذه اللجنة تتمتع بتأييد واعتراف دولي وهي تابعة لمنظمة الدول الأمريكية، وهي بالتالي لا تنشر تقارير مزيفة، كما قال، معبرا عن أمله بأن يُعقد اجتماع بين مختلف اللجان التي تحقق في أعمال العنف من أجل تبادل المعلومات. ختاماً أكد نيافته أن الكنيسة الكاثوليكية في نيكاراغوا تطالب باستئناف الحوار الوطني بين السلطة والمعارضة وهي مستعدة للعب دور الوسيط بين الطرفين.

هذا وكان برينيس قد حيا قرار منظمة الدول الأمريكية المتعلق بإنشاء لجنة خاصة، تضم مسؤولين من الدول الأعضاء، مهمتها البحث عن حلول سلمية للأزمة التي تعاني منها نيكاراغوا. وأكد رئيس أساقفة ماناغوا للصحفيين أن الكنيسة الكاثوليكية المحلية تبذل ما في وسعها من أجل التوصل إلى هذا الهدف في أقرب فرصة ممكنة. وأكد أن المنظمة المذكورة والتي تضم كلا من الولايات المتحدة، الأرجنتين، تشيلي، المكسيك، البرازيل، كولومبيا، بيرو وكندا، لا تسعى إلى إلحاق الضرر بنيكاراغوا، بل تريد الإسهام في تخطي الأزمة الراهنة. تجدر الإشارة هنا إلى أن الكاردينال بيرنيس أعلن في مؤتمر صحفي عقده في تموز يوليو الماضي أن الكنيسة الكاثوليكية تتعرض اليوم للاضطهاد في مناطق عدة من العالم والكنيسة في نيكاراغوا ليست بمنأى عن هذا الاضطهاد وذلك في إشارة إلى عمليات التدنيس التي تعرضت لها المقامات الدينية والاعتداء بالضرب على عدد من رجال الدين الكاثوليك في نيكاراغوا من بينهم الكاردينال بيرنيس نفسه والسفير البابوي المطران سومرتاغ.

21 أغسطس 2018, 12:43